للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أسباب إجابة الدعاء؛ ولهذا توسل موسى- عليه الصلاة والسلام- بذكر حاله: فقال: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} [القصاص: ٢٤]. لم يذكر دعاء، ذكر حاله أنه مفتقر إلى الله عز وجل مفتقر لما أنزل إليه من الخير وهذا توسل، {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر} هذه حاله {وأنت أرحم الراحمين} [الأنبياء: ٨٣]، هذه توسل إلى الله بأسمائه.

ويستفاد من الحديث: غنى الله المطلق عن كل شيء لقوله: "أنت الغني"، وهو- سبحانه وتعالى- غني عن كل أحد بذاته، غني عن السموات وعن الأرض، وعن الأكل وعن الشرب، وعن أي إنسان ينصره من ذلك كما قال الله تعالى: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل} [الإسراء: ١١١].

ويستفاد منه: أن الخلق كلهم فقراء إلى الله لقوله: "ونحن الفقراء".

ويستفاد من هذه الأوصاف الماضية كلها: أنه ينبغي للداعي أن يتوسل إلى الله حين الدعاء بأسماء الله وصفاته وبذكر حاله هو كل ما سبق فيها الثناء على الله تعالى بما يستحق، وفيها ذكر حال الداعي.

ويستفاد من هذا الحديث: أن الإنسان إذا دعا ينبغي أن يدعو بما فيه الفائدة؛ حيث قال: "أنزل علينا الغيث" يعني: المطر الذي تزول به الشدة؛ لماذا؟ لأن المطر قد ينزل ولا تزول به الشدة كما ثبت في صحيح مسلم: "ليس السنة ألا تمطروا، إنما السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا".

ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أيضًا أن يكرر الدعاء لقوله: "واجعل ما أنزلت قوة لنا وبلاغًا إلى حين".

ومن فوائد الحديث: أته ينبغي رفع اليدين في دعاء الاستسقاء لقولها: "ثم رفع يديه".

ومن فوائده: إثبات علو الله، من أين يؤخذ؟ من قولها: "ثم رفع يديه".

ومن فوائد الحديث أيضًا: أنه لا ترفع اليدان في الخطبة إلا في الاستسقاء، وعلى هذا يحمل حديث أنس بن مالك الثابت في الصحيحين: "أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء" فيحمل على أن المراد في حال الخطبة.

ومن فوائده: المبالغة في الرفع، من أين يؤخذ؟ من قولها: "حتى يرى بياض إبطيه".

ومن فوائده- وانتبهوا لهذه-: أنه ينبغي ملاحظة الإبط حتى لا يبقى فيه شعر يصد به.

ومن فوائد الحديث: أن الإبط ليس بعورة، وأعلى البدن كله ليس بعورة، فإن قلت: هذا يعارضه حديث أبي هريرة: "لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء". فما هو

<<  <  ج: ص:  >  >>