ومن فوائد الحديث: أن للنفوس شروراً لقوله: «نعوذ بالله من شرور أنفسنا».
ومن فوائد الحديث: أن من قضى الله هدايته فإنه لا يمكن أن يُضله أحد لقوله: «من يهده الله فلا مُضل له».
ومن فوائد الحديث: أن فيه إشارة إلى أن الإنسان يلجأ إلى الله في طلب الهداية لا إلى غيره، لقوله:«من يهده الله». إذن أطلب الهداية من الله، وربما تُؤخذ من قوله:«ومن يضلل فلا هادي له»، أخشى أن يضلني الله فأطلب منه الهداية.
ومن فوائد الحديث: أنه يجب أن يعلن الإنسان بلسانه ما يعتقده في قلبه من انفراد الله بالألوهية وثبوت العبودية والرسالة لمحمد (صلى الله عليه وسلم) من قوله: «وأشهد ... إلخ»؛ لأن مجرد الإقرار بالقلب لا يكفى بل لابد من النطق باللسان، ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «أُمرت أن أقاتل الناس حَتَّى يشهدوا أن لا إله إلا الله»، وقال:«يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» فقال: «قولوا» فلابد من القول مع الاعتقاد.
ومن فوائد الحديث: أن لا إله حق إلا الله، ويتفرع على هذه الفائدة: أن كل ما عبد من دون الله فهو باطل.
ومن فوائد الحديث: إثبات العبودية للنبي (صلى الله عليه وسلم) لقوله: «عبده»، ويتفرع منها: الردِّ على الغلاة في الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذين يدَّعُون أنه رب أو أنه له حقاً من الربوبية بالإغاثة من الكُربات وإجابة الدعوات وغير ذلك وقد شاهدنا في المسجد النبوي مشاهد تدل على هذا، حيث إن بعض العامة إن أرادوا الدعاء يتجهون إلى القبر ويجعلون القبلة عن أيمانهم وكأنهم يصلون بين يدي الله، وهذا لا شك أنه غلو سواء كانوا يدعون الله متجهين إلى القبر أو كانوا يدعون صاحب القبر (صلى الله عليه وسلم).
ومن فوائد الحديث: إثبات الرسالة للرسول (صلى الله عليه وسلم) لقوله: «ورسوله».
ومن فوائده: تشريف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإضافة عبوديته ورسالته إلى الله.
ومن فوائد الحديث: إثبات رحمة الله بالخلق، حيث أرسل إليهم رسولاً من أنفسهم ولم يجعله ملكا؛ لأنه لو جعله ملكا أي: لو أرسل ملكا إلى أهل الأرض من البشر لجعله رجلاً أي على هيئة رجل؛ لأن البشر لا يألفون من ليس من جنسهم، وهو أيضا لا يألفهم، ولهذا قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ (٨) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: ٨، ٩]. يعني: لعاد الاشتباه عليهم كما يزعمون، مع