بهذا المعنى: هي إرادة المخلوق, نقول: جواب سديد وإرادة الله تختص به وتليق به وليس كمثله شيء, ماذا نقول؟ قولوا هذا في الغضب, قولوا غضب الله عزو جل يليقٍ به, فإذا كنا نعلم جميعًا أن غضب المخلوق هو غليان دم القلب لطلب الانتقام فإننا نعلم أن غضب الخالق ليس كذلك؛ لأن الله يقول:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}[الشورى: ١١]. إذن نحن نؤمن بأن الله يسخط سخطًا حقيقًا ولكنه لايشبه سخط المخلوق, انظر سخط المخلوق يترتب عليه آثارًا سيئة, ربما يشجج ورق النقود, وربما يكسر الإناء أحيانًا يغضب يأخذ بالشيء فوق ويضرب به على الأرض فيصير هذا خسارة أحيانًا, ألا ترى أنه قد يؤدي به إلى أن يطلق زوجته أحيانًا, أما غضب الخالق فلا يكون فيه سوء تصرف أبدًا؛ لأنه ينتقم بحكمة عز وجل فيكون غضبًا آثاره حميدة بخلاف غضب المخلوق.
من فوائد الحديث: أن أمر الجماع راجع إلى الزوج؛ لقوله:"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشة". ومن فوائده: أنه ينبغي أن يكني بما يستحيا من ذكره بما يدل عليه حيث قال: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشة"؛ لأن المراد من هذه الدعوة معلوم.
ومن فوائد الحديث: أن تخلف المرأة عن إجابة دعوة الزوج إلى فراشه من كبائر الذنوب؛ وذلك لأنه رتب عليه عقوبة وهو لعن الملائكة لها أو سخط الله عليها. ومن فوائد ذلك: أن هذا مشروط بما إذا بات الرجل غضبان, أما إن استرضته فرضي فإن هذه العقوبة تزول يؤخذ هذا من قوله تعالى:{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ... }[غافر: ٧]. وفي السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن توضأ في بيته فأسبغ الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ثم صلى إذا دخل المسجد ما كتب له ثم جلس ينتظر الصلاة فإن الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه تقول: اللهم صلى عليه, اللهم اغفر له, اللهم ارحمه. ومن فوائد الحديث: إثبات أن الله في السماء لقوله: "كان الذي في السماء" وكون الله في السماء من الصفات الذاتية التي لم يزل ولا يزال متصفًا بها أما استواؤه على العرش فهو من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة؛ لأنه لو شاء لم يستو على العرش ولو شاء لم يخلق العرش