للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلاصة أن نقول: إن "مبروك" دعاء حسن من حيث أنه دعاء بالبركة عند العامة, ولكنها كلمة لا تصح بالنظر إلى قواعد العربية.

ومن فوائد الحديث: مشروعية الوليمة لقوله: "أولم ولو بشاة", وذهب بعض أهل العلم إلى أن الوليمة واجبة, واستدل لذلك بأن الأصل في الأمر الوجوب ولكنها واجبة بقدر يسر المرء وعسره.

ومن فوائده: حرص الشرع على إظهار النكاح, لأن الوليمة لاشك أنها سبب لظهور النكاح ومعرفة الناس به ولهذا أمر بها.

ومن فوائده: أن أقل الوليمة للغني شاة, ولاسيما إذا كان وسط مجتمع فقير لقوله: "ولو بشاة", وذهب بعض العلماء إلى أن "لو" هنا للتكثير, وأن أكثر ما يكون من الوليمة الشاة, ولكن هذا نظراً لأن هذا خروج بها عن معناها اللغوي ولكن نقول: كل امرئ بحسبه, الغني له حكم, والفقير له حكم, ذكر بعض إخواننا نكتة على هذا وقال: إن الناس أزالوا النقط في قوله: "ولو بشاة" فصارت ولو بشاةٍ, يعني: الشاهي, وكان هذا زمن الناس في فقراء لا يولمون, لا يدرى عن تزوج الرجل إلا إذا تحدث الناس به فيما بعد, فكان بعض الإخوان من طلبة العلم يقول: إن الناس قد حكموا نقط "الشاة" ولو بشاه, لكن انعكست الحال الآن صارت الولائم يسرف فيها إسرافاً كبيراً بالغاً, حتى إن الإنسان ليولم بما يكفي لمائتي نفر ولا يحضر إلا خمسون نفراً فيحصل بهذا فساد للمال وإضاعة له, والناس الآن غالبهم ولله الحمد في غنى عن الطعام, ولهذا ينبغي لنا نحن معشر طلبة العلم أن نبين للناس أن الإسراف في هذا الأمر لا ينبغي وأنه ربما يكون فيه مضرة, أما المضرة المالية فظاهر, وأما المضرة الاجتماعية ربما يكون في هذا إحراج لبعض الناس, فإن بعض الناس -إن لم أقل أكثر الناس- لا يأتون إلى هذه الولائم إلا مجاملة فلو أن الناس اقتصروا على وليمة سهلة يسيرة بقدر أقاربهم القريبين وأصحابهم الخواص لكان أحسن, لكن المشكلة أن الناس إذا جروا على شيء اتهمه ما ينقص عنه بأنه بخيل ثم تصيح المرأة, تصيح أمها, يصيح أقاربها, لماذا؟ بنت فلان لها كذا ونحن ليس لنا شيء لابد أن يكون الذبائح وغيره, ولكن الذي ينبغي أن الناس ينظرون في هذه المسألة نظرة حد ويقللون منها بقدر ما تقتضيه الحال أو ما تقتضيه الحاجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>