ليتني ما فعلت لا، أصبر لو قُدر ما تريد لكان، كن مع القدر واجعل منهاجك في سيرك هذا الحديث العظيم قال النيي (صلى الله عليه وسلم): «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير»، هذه مثل قوله تعالى علينا:{لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أولئك أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بعْدُ وَقَاتلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}[الحديد: ١٠]. هذا قال:«المؤمن القوي خير وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير» الضعيف والقوي كله فيه خير «احرص على ما ينفعك». كلمة عظيمة لو وزنت بها الأرض لوزنتها، احرص على ما ينفعك في أمر الدين وَالدُّنيا وكل ما ينفعك واستعن بالله لا تعتمد على قوتك وحرصك إنك لو اعتمدت على قوتك وحرصك لخُذلت، ولكن أفعل الأسباب مع الاستعانة بالمسبب وهو الله، «ولا تعجز» يعني: لا تكسل، بعض الناس إذا حرص على ما ينفعه وسعى فيه ولم يحصل بأول مرة تعاجز، وقال: هذا يتعبني وهذا غلط لا تعجز ثمّ بعد بذل الأسباب والاستعانة بالله (عز وجل) إن أصابك شيء خلاف ما قدرت فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان، هذا لو أننا حرصنا عليه في حياتنا لحصلنا على خير كثير لكن تستولى علينا الغفلة أحيانا وتنسى ما أرشدنا إليه من كلام النبوة ثم يحصل الخلل في ميزان أعمالنا.
من فوائد الحديث: حرص الصحابة - رضي الله عنهم- على معرفة الأحكام الشرعية حيث سأل النواس عن البر والإثم.
ومن فوائده: الحث على حُسن الخلق مع الله ومع عباد الله.
ومن فوائده: أن ما تردد في صدر الإنسان - إذا كان الإنسان قلبه سليما- ما تردد في صدره هل يفعل أو لا يفعل يُعتبر إثما لكن هل إذا أقدم على هذا الشيء الذي تردد فيه هل يكون آثما؟
نقول: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه». فالورع ألا يقدم عليه ولكن له الإقدام ما لم يتحقق أنه إثم.
ومن فوائد الحديث: أن من كان سليم القلب فإن الله تعالى قد يهبه فراسة يعرف بها الإثم حتى إن نفسه لا تطمئن إليه ولا ترتاح له وهذه من نعمة الله على الإنسان.
ومن فوائد الحديث: أن الرجل السليم القلب الصحيح المنهج يكره أن يطَّلع الناس على أموره لقوله: «وكرهت أن يطلع عليه الناس»، أما الرجل الذي لا يستحيي فلا يبالي، ومما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى «إذا لم تستح فاصنع ما شئت».