فالصوم سنوي, والحج عمري, والزكاة سنوية, وهذا أيضًا يدل على محبة الله لها وعنايته بها - سبحانه وتعالى -.
سابعًا: أنه لا يوجد عبادة يكون الإنسان فيها مناجيًا لله إلا الصلاة, الصلاة مناجاة بينك وبين ربك, تقول: الحمد لله رب العالمين, يقول الله: «حمدني عبدي» , إلى آخر ما تعلمون, وهذا يدل على فضيلتها.
ثامنًا: أن الصلاة لا تسقط بأي حال من الأحوال حتى لو فات بعض الشروط, لو فرضنا أن رجلًا لا يستطيع أن يتوضأ, ولا أن يتجنب النجاسة, ولا أن يتجه إلى القبلة, وجاء وقت الصلاة, يجب أن يصلي على أي حال كان.
تاسعًا: أنه لا يشرع الاجتماع إلا فيها وفي الحج, أما الصوم فالناس مجتمعون ضرورة أن الشهر واحد, والزكاة كل يؤدي زكاته في وقتها.
ثم قال: «باب المواقيت». المواقيت: جمع ميقات, من الوقت وهو الزمن, يعني: باب الأزمنة التي حدد الشرع إيقاع الصلاة فيها, وقد دل على اعتبار المواقيت قول الله - تبارك وتعالى -: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا} [النساء: ١٠٣]. فبين أنها فرض, وأن هذا - الفرض موقوت - أي: محدد بوقت معين -؛ لأنها لو جاءت في وقت واحد لكان فيها شيء من المشقة؛ إذ إن الإنسان سيصلي سبع عشرة ركعة في آنٍ واحد, ولو جاءت في آن واحد في وقت واحد لكان يحصل غفلة من الإنسان في بقية الوقت؛ لأنه إذا قدرنا أنه سينتهي من سبع عشر ركعة, سينتهي في ساعة ونصف, يبقى بقية الزمن ليس بينه وبين ربه صلة, فكان من الحكمة أن جعل الله تعالى لها مواقيت, هذه المواقيت كل واحد منها مقيد بتغير الشمس: الفجر, الظهر, العصر, المغرب, العشاء, كلها مرتبطة بتغير الأفق حسب جريان الشمس. وسنشرحه إن شاء الله تعالى.
المواقيت: هي أوكد شروط الصلاة, ولذلك يجب مراعاتها وإن فاتت بعض الشروط, أو الأركان, أو الواجبات, حتى لو فرض أن الإنسان لا يعرف الفاتحة ولا يستطيع أن يقوم, ولكنه يستطيع أن يقوم بعد الوقت؛ يعني: إنسان يصب مثلًا بعلة, آفة تأتيه في وقت معين من اليوم والليلة, وتأتيه في وقت الفجر مثلًا, لا يستطيع أن يقوم, ويقعد, ويسجد, ويركع.
نقول: صل على حسب حالك, لا تقل: إني أؤخر إلى طلوع الشمس وأستطيع أن أركع وأقوم وأقعد, ليس عنده ماء يتطهر به من الحدث, ويظهر به ثوبه وبدنه من النجاسة.