تقتضي التأخير, وقد يجب التقديم لكل الصلوات, وذلك مثل ما إذا كان الإنسان يخشى مانعًا من الصلاة في آخر الوقت, فإنه يجب عليه أن يقدم.
مثال هذا: امرأة كان من عادتها أن يأتيها الحيض في أثناء وقت صلاة الظهر, فنقول: يجب عليها التقديم في أول الوقت لئلا يأتيها المانع.
- رجل آخر له عمل [يؤديه] في أثناء الوقت, هذا العمل لا يمكن أن يتخلف عنه, فهذا نقول: يجب عليه أن يبادر ويصلي في أول الوقت, وقد يكون العكس يجب التأخير لآخر الوقت, وذلك فيما إذا كان على الإنسان واجب في الصلاة لا يتحقق إلا في آخر الوقت, كرجل يتعلم قراءة الفاتحة هو يعرف أنه في أول الوقت لا يستطيع أن يقرأ, لكن في آخر الوقت إذا تعلم يستطيع, نقول: هنا يجب التأخير.
ومثل ذلك: إذا كان شاكا في القبلة وكان يعلم أنه في آخر الوقت سيأتي الرجل الذي يدله على الاتجاه الصحيح, فهنا نقول: يجب أن ينتظر حتى يحضر من يدله على القبلة, المهم أنه إذا ترتب على التقديم ترك واجب كان التأخير واجبًا.
وهل يجب التأخير لصلاة الجماعة؟ نعم يجب. فإذا علمنا أن هذا الرجل إذا صلى في أول الوقت لم يجد جماعة, وإذا صلى في آخره وجد الجماعة, نقول: يجب عليه أن يتأخر لتحصيل الجماعة.
فإن قال قائل: ما تقولون في رجل عدم الماء في أول الوقت, وهو يرجو أن يجده في آخره, هل يجب عليه التأخير؟
في هذا قولان للعلماء:
منهم من قال: إذا غلب على ظنه أنه يجد الماء وجب عليه أن يؤخر ولا يصلي بالتيمم.
ومنهم من قال: لا يجب, ويفرق بينه وبين تعلم الفاتحة: بأن هذا له بدل وهو التيمم, والتيمم يقوم مقام الماء, لكن الفرق: هذا قد يشكل عليه أن الفاتحة أيضًا لها بدل وهو التسبيح, والتكبير, والتهليل, فحينئذ نقول: لا يجب عليه أن يؤخر لتعلم الفاتحة؛ لأن لها بدلًا, هذا هو القياس, إذا قلنا: إن الفرق هو أن طهارة الماء لها بدل بخلاف قراءة الفاتحة, فيجاب بأنه لها بدلًا.
وعليه: فيكون المثال السالم من الاعتراض هو التأخير للقبلة أو لصلاة الجماعة, وما أشبه ذلك لو أمره أبوه أن يؤخر قال: يا ولدي, تأخر حتى تصلي بي جماعة هل يلزمه؟ لا يلزمه, نقول: اذهب صل مع الناس وارجع, وصل بأبيك, ولا حرج.
في حديث أبي برزة من فوائده: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء, وسبق لنا أن أهل