الكسوف, وما سبب صلاة العيدين؟ العيد, فلا يمكن أن نقيس هذا على هذا؛ لأن هذه العبارة يا إخوان: «لا قياس في العبادات» أحيانًا يجدها الإنسان مضطربة, لكن إذا ضبطها لم تكن مضطربة, الفقهاء قالوا: يجب على من اغتسل للجنابة أن يسمي قياسًا على الوضوء, ويجب على من تيمم عن حدث أصغر وأكبر أن يسمي قياس الفرع على الأصل, هذا وإن قلنا به فإنه لا ينافي قولنا: لا قياس في العبادات؛ لأن السبب واحد وهو الحدث في الوضوء وفي الجنابة وكذلك في التيمم عن الوضوء وعن الجنابة.
فإن قال قائل: لو وقع العيدان والناس لم يستعدوا لهما وهذا يقع كثيرًا في عيد الفطر بمعنى: أنه لا يثبت دخول شهر شوال إلا في الصباح كيف نعلم الناس؟
أقرب شيء أن يطاف في الأسواق ويقول: أيها الناس, قد ثبت دخول الشهر فاخرجوا إلى المصلى, وإذا كان في وقت لا يمكن أداء الصلاة فليقل: أيها الناس, قد ثبت دخول الشهر فاخرجوا غدا إلى المصلى؛ لأن صلاة العيد لا تقضى إلا في نظير وقتها, وهذا حدث عندنا قبل سنوات لم نعلم إلا قبيل الزوال, كل الناس أفطروا لأنه ثبت أن اليوم عيد, لكن يريدون أن يخرجوا من اليوم الثاني ويصلوا في المصلى.
قال: «ونحوه في المتفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره» , «نحوه» يعني: مثله. «في المتفق عليه» يعني: في الصحيحين.
١٧٩ - وعن أبي قتادة رضي الله عنه في الحديث الطويل في نومهم عن الصلاة: «ثم أذن بلال, فصلى النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يصنع كل يوم». رواه مسلم.
يعني: حتى في الأذان والإقامة, والقصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في سفر, وكان صلى الله عليه وسلم يحب السير في الليل وبحث على ذلك, ويقول: «استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة, والقصد القصد تبلغوا». فناموا في آخر الليل, وتعرفون أن الإنسان إذا كان مرهقًا ونام في آخر الليل - ولا سيما إذا كان الجو ملائما - فإنه سوف يستغرق في النوم كثيرًا, فقال: «من يرقب لنا الفجر؟ » فقال بلال: أنا, يعني: من يراقب؟ فنام النبي - عليه الصلاة والسلام -, ونام الصحابة, ونام بلال ولم يستيقظ, ما أوقظهم إلا حر الشمس بعد أن طلعت الشمس وارتفعت, فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرتحلوا من مكانهم هذا, وقال: «إنه مكان حضرنا فيه الشيطان» , ثم نزل وصلى كما كان يصلي كل يوم, أذن بلال, وصلوا الراتبة وصلوا الفريضة, ومقتضى قوله: «كل يوم» أنه جهر بها. هذا مختصر القصة.