١٩٢ - ولأبي داود من حديث عبد الله بن زيدٍ أنه رضي الله عنهما قال: «أنا رأيته - يعني: الأذان - وأنا كنت أريده. قال: فأقم أنت». وفيه ضعف أيضًا.
عبد الله بن زيد بن عبد الله بن عبد ربه سبق في أول الأذان أنه رأى في المنام أن رجلًا معه ناقوس, فقال له: أتبيع هذا الناقوس؟ قال: لأي شيء؟ قال: من أجل أن أضرب به عند دخول الوقت, فقال: هل أدلك على خير من هذا ... وذكره له, لما رآه هو قال: أنا الذي أؤذن؛ لأنه هو صاحب الرؤيا, ولكن سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «ألقه على بلال فإنه أندى صوتًا منك» , فألقاه على بلال, فكان بلال هو المؤذن وهو الذي يقيم, ولذلك هذا الحديث يقول: «وفيه ضعف أيضًا».
١٩٣ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤذن أملك بالأذان, والإمام أملك بالإقامة». رواه ابن عدي وضعفه.
١٩٤ - وللبيهقي نحوه: عن علي رضي الله عنه من قوله.
وظيفة المؤذن أنه أملك بالأذان؛ بمعنى: أنه المسئول عن الأذان, يراقب الشمس, يراقب الشفق, يراقب الفجر, ويؤذن على حسب ما جاء في السنة, ولو أراد الإمام أن يؤذن فللمؤذن أن يمنعه؛ لأنه أملك بالأذان, الإمام أملك بالإقامة؛ يعني: أن الإقامة ترجع للإمام.
فلو أن مؤذنًا لما رأى الإمام قد تأخر نحو خمس دقائق أو شبهها أقام, قلنا: هذا لا يجوز, هذا اعتداء على حق الإمام, وافتيات عليه؛ لأن الصحابة كانوا لا يقيمون الصلاة حتى يحضر النبي صلى الله عليه وسلم, حتى إنه تأخر ذات ليلة في صلاة العشاء وجعلوا يطرقون بابه يقولون: يا رسول الله, الصلاة, ولو كان أحد يملك الإقامة لأقاموا, والنبي صلى الله عليه وسلم لو أقاموا لم يغضب عليهم؛ لأنه أوسع الناس صدرًا, وسيأتي - إن شاء الله تعالى - أنه لما تخلف في الصلح مع بني عامر بن عوف وجاء وجدهم صلوا, قال: «أحسنتم وأصبتم».
فاتضح الآن أن المؤذن مسئول عن الأذان, والإمام عن الإقامة, إذن أيهما أعظم مسئولية وأشق؟ المؤذن أعظم مسئولية وأشق, لاسيما في العصر الأول لا يوجد ساعات فتجده في آخر