استقبال القبلة يسقط في مواضع, ما هي؟
- لو اجتهد الإنسان في تحري القبلة ولم يصب فهل تصح صلاته, وما الدليل؟
- ما هو الواجب استقباله فيما إذا كان الإنسان قريبًا من الكعبة أو بعيدًا؟
٢٠٣ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين المشرق والمغرب قبلة». رواه الترمذي, وقواه البخاري.
«ما بين» (ما) اسم موصول مبتدأ, و (بين) جملة صلة الموصول, و (قبلة) خبر المبتدأ يعني: قبلة للمصلي, والخطاب هنا لمن كان قبلتهم الجنوب أو الشمال.
مثال الأول: أهل المدينة وأهل الشام هؤلاء قبلتهم الجنوب. ومثال الثاني: أهل اليمن فهؤلاء قبلتهم الشمال, فـ «ما بين المشرق والمغرب قبلة» لكل من كانت قبلته بين المشرق والمغرب سواء من جهة الشمال أو من جهة الجنوب, وهذا يدل على ما سبق فيمن بعد عن الكعبة ففرضه استقبال الجهة.
فيستفاد من الحديث فوائد, منها: تيسير هذه الشريعة؛ حيث امتدت جهة القبلة عند البعد عن معاينة الكعبة.
ومنها: أنه لا يضر الانحراف عن مسامته القبلة ما دام في الجهة, الدليل قوله: «ما بين المشرق والمغرب» , فإن ما بين المشرق والمغرب بالنسبة لمن قبلتهم الجنوب بعيد جدًا, ومع ذلك جعله النبي صلى الله عليه وسلم قبلة.
ومن فوائد الحديث: أنه لا يلزم الإنسان أن يتكلف بطلب مسامته القبلة, حتى إن بعض الناس ربما يهدم مسجدًا قائمًا عامرًا مع انحراف يسير يعفى عنه, فإن هذا لا يجوز, إذا أوسع الله علينا فعلينا أن نوسع.
ومن فوائد هذا الحديث: أن خطابات الشرع قد تكون عامة, وقد تكون خاصة, ويعين ذلك الحال والقرائن, فنحن نعلم مثلًا أن هذا الخطاب لا يصلح إلا لمن؟ لأهل المدينة ومن كان مثلهم ممن قبلته الجنوب, وبالعكس لأهل اليمن ومن كان مثلهم ممن قبلته الشمال فمن قبلته الشرق أو الغرب ماذا نقول له؟ نقول: ما بين الشمال والجنوب قبلة فالمساحة بعيدة والحمد لله.