الرجل في المسجد لأنه مكان الصلاة, فالمزبلة من باب أولى أن ينفر الإنسان منها, ورأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في المسجد في قبلته فعزل الإمام؛ لأن هذا غير لائق.
الثاني: «المجزرة»: محل الجزارة؛ أي: محل ذبح البهائم لا تصح الصلاة فيها؛ لأنها لا تخلو غالبًا من أنتان وأقذار ودماء.
والثالثة: «المقبرة» وسبق الكلام عليها.
والرابعة: «قارعة الطريق» ليست الطريق, وإنما قارعة الطريق؛ أي: الطريق المقروعة, فقارعة هنا اسم فاعل بمعنى مفعول كقوله تعالى: {في عيشة راضية} [الحاقة: ٢١]. أي: مرضية, المعنى: قارعة الطريق من باب إضافة الصفة إلى موصوفها والمراد: الطريق المقروعة أي: التي تقرعها الأقدام, فأما الطريق المهجورة فلا تدخل في الحديث, وكذلك لو كان الطريق واسعًا وجوانبه لا تطرق فإنه لا يدخل في الحديث, وإنما نهى عن ذلك؛ لأن قارعة الطريق إذا صلى الإنسان فيها فلا يخلو من أحد أمرين: إما أن يشغله الناس عن صلاته؛ لأن الناس يستطرقونه, وإما أن يضيق على الناس طريقهم, والطريق حق للسالك, وهذا سيصلي في قارعة الطريق فيضيق على الناس أو يحصل له تشويش بمنعه من كمال الصلاة.
والخامس: «الحمام» وسبق الكلام عليه.
والسادس: «معاطن الإبل» معاطن الإبل فسرها أصحابنا - رحمهم الله - بأنها ما تقيم فيه وتأوي إليه, يعني: الحوش الذي تأتي الإبل إليه وتنام فيه, وتخرج وتسرح ثم ترجع إليه, هذا معطن الإبل, وليس مبرك الإبل, «المعطن» هو الذي تتخذ عطنًا؛ أي: محل إقامة, وزاد بعض أهل العلم: وما تقف فيه بعد الشرب؛ لأن الإبل من عادتها إذا شربت فإنها تتقدم قليلًا عن الحوض ثم تقف وتبول وتبعر هذه عادتها, فيكون هذا من معاطن الإبل, وهو في اللغة: معطن لا شك, حتى في العرف الآن يقال: العطن يعني: المعطن, فهو إذن يدخل في ذلك؛ إذن على هذا القول يكون معاطن الإبل شيئين: الأول: ما تقيم فيه وتأوي إليه. والثاني: ما تعطن فيه بعد الشراب.
وإن لم تبت فيه فإنه ينهى عن الصلاة فيه, لماذا؟ إذا كانت الإبل موجودة فإننا نقول في التعليل كما قلنا في قارعة الطريق؛ لأنها تشوش عليك وهو على خطر منها وإن كانت غير موجودة فلأن هذا مأوى الشياطين؛ لأن الإبل خلقت من الشياطين, وعلى ذروة كل واحد