للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ} {الأنعام: ٥٠] اقرءوا قول الله تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا ولا ضَرًا إلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ولَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ ومَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف: ١٨٨] اقرءوا قول الله: {قُلْ إنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًا ولا رَشَدًا (٢١) قُلْ إنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} {الجن: ٢١] أنا لا أستطيع أن يجيرني أحد ممن الله لو أراد بي شيئًا {ولَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (٢٢)} [الجن: ٢٢]. فإذا قال أحدهم: إني دعوته عند القبر الشريف، وتحت الحجرة الشريفة فزال ما بي من الضرر، نقول: هذا حصل عند الدعاء؛ أي: عند دعائك إياه، لا بدعائك إياه. انتبه للفرق حصل عند دعائك إياه، لا بدعائك إياه: فتنة، فإذا قال: كيف لا بدعائه إياه؟ أنا دعوت واستجاب قلنا: اقرأ قول الله عز وجل: {ومَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف: ٥] فإذا قال: نعم، الآية صريحة، لكن قال: {مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ} [الأحقاف: ٥] والرسول استجاب لي، فنقول: اقرأ قول الله عز وجل: {قُلْ إنِّي لا أَمْلِكُ لكُمْ ضَرًا ولا رَشَدًا} {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ} [الأنعام: ٥٠] وحينئذ لا يستطيع أن يجيب لكن الله قد يفتن الإنسان بتيسير أسباب المعصية له امتحانًا فقد امتحن الله بني إسرائيل في الحيتان يوم السبت بأن حرمت عليهم الحيتان يوم السبت.

إذن لا يمكن الصيد يوم السبت الحرام فماذا فعلوا في هذا اليوم؟ فطال عليهم الأمد فقالوا: مشكل! يوم السبت يأتي الصيد شرعًا أي: أي أن الحيتان تأتي شرعًا طافية يكاد الإنسان يمسكها بيده وفي غير يوم السبت لا يرونها انظر إلى المحنة طال عليهم الأمد قالوا: إذن اصنعوا شباكًا يوم الجمعة فيتساقط فيها الحيتان وخذوا الحيتان يوم الأحد وحينئذ لم تكونوا صدتم يوم السبت فماذا كانت العقوبة؟ أسوأ عقوبة والعياذ بالله قال الله عز وجل: {ولَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ} - قلًا كونيًا - {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: ٦٥]. فكانوا قردة خاسئين، فالصحابة - رضي الله عنهم - حرم عليهم الصيد حال الإحرام، فسلط الله الصيد وهم محرمون بحيث يمسكون الزاحف، وينالون برماحهم السائر، يعني: الأرانب والظباء يمسكونها مسكًا بأيديهم، والطيور ما تحتاج إلى سهام بالرمح يضرب الرمح فتصيدها، هذا تسهيل أو لا؟ تسهيل لكنه امتحان من الله عز وجل، فماذا صنع صحابة رسول الله - عليه الصلاة والسلام-؟ تجنبوا ذلك ولم يأخذوا شيئًا - رضي الله عنهم-.

الرجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، هذه محنة، لكن قال: إني أخاف الله، والله تعالى قد يبتلي الإنسان بتسهيل أسباب المعصية له فيبلغها، فاحذر إذا تيسرت لك أسباب المعصية أن تقع فيها، فإنها فتنة، حتى لو تيسرت لك لحذر أن تقع فيها، تيسر لك الربا، لا تتعامل به، تيسر لك الزنا؛ لا تقربه، وهلم جرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>