للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم مفتقر إلى مغفرة الله ورحمته وما ذكرنا في الحديث.

ومنها: أنه ليس للنبي صلى الله عليه وسلم من خصائص الربوبية شيء؛ إذ لو كان شيء لتصرف لنفسه.

ومنها: الجمع بين سؤال المغفرة والرحمة، فالمغفرة لفعل المعاصي، والرحمة لترك الطاعات؛ أي: أن الإنسان إذا سأل الله المغفرة فالمراد: مغفرة الذنوب الواقعة، وإذا سأل الرحمة فالمراد: أن الله يرحمه بفعل الطاعات.

ومنها أيضًا: حاجة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهداية لقوله: ((وأهدني) وعرفتم في الشرح أن الهداية نوعان: هداية علم وإرشاد، وهداية توفيق وسداد، وذكرنا لهذا أمثلة، فمن الأول العلم والإرشاد قوله تعالى: {إن علينا للهدى} [الليل: ١٢]. ((علينا)) هذه للوجوب، والمراد بالهدى: البيان والإرشاد، ومنه قوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: ١٧]. ومنه قوله تعالى: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلنه سميعا بصير* إنا هديناه السبيل} [الإنسان: ٣، ٢]. أي: بينا له السبيل {إما شاكرا وإما كفورا} [الإنسان: ٣]. إذا سألت الهداية فما المراد؟ الهدايتان.

ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى العافية في بدنه والعافية في دعوته وشريعته لقوله: ((وعافني)) وسبق لنا معنى العافية وأنها عافية الدين والدنيا.

ومنها أنه صلى الله عليه وسلم محتاج إلى الرزق لقوله: ((وارزقني))، وبينا أن الرزق عام.

ومن فوائد الحديث: أننا ندعو الله- تبارك وتعالى- بهذة الجمل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) ١. وهذا دليل خاص، الدليل العام {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا} [الأحزاب: ٢١].

ومنها: هل يقتصر على هذا الدعاء أو يزاد فيه؟ فالجواب: لا بأس بالزيادة ما لم يتخذها الإنسان عبادة، فإن اتخذها عبادة صار فيها نوع استدراك على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فهل يجوز للإنسان أن يدعو لأولاه في هذا الجلوس؟ نعم، لكن بعد أن يأتي بالوالد؛ لأن الوالد مقدم.

ومنها: لو اقتصر على بعض هذه الجمل، مثلا على سؤال المفغرة، على سؤال الرحمة، على سؤال العافية، هل يجزئه في هذا المكان، أو لابد من ذكر الخمس: ((أغفر لي وارحمني وأهدني وعافيني وارزقني))؟ ذكر الفقهاء- رحمهم الله- أن الواجب من هذه الخمس سؤال المغفرة.

ومنها: بيان ضعف من قال من الفقهاء: إن الواجب أن يؤدي سؤال المغفرة بلفظ: ((رب اغفر لي) والصواب: أن ذلك ليس بواجب، وأنه لا فرق بين أن يقول: ((اللهم اغفر لي)) أو يقول: ((رب اغفر لي)).

<<  <  ج: ص:  >  >>