قالت ذلك حين قالت أم سليم: «يا رسول الله, هل على المرأة من غسل إذا احتملت؟ قال: نعم, إذا هي رأت الماء».
ومن فوائد هذا الحديث: أن الأصل البناء على ما كان معروفاً؛ بمعنى: أن الدم الأصل فيه أنه حيض, ولذلك قالت: «أستحاض حيضة كثيرة شديدة» , ولم تقل: استحاضة, قالت: حيضة؛ لأنها بنت على الأصل أنها حيض, ولذلك كانت لا تصلي رضي الله عنها, وسيأتي بيان الفائدة التي تستنبط من هذا.
ومن فوائد هذا الحديث: أن مرجع الصحابة - رضي الله عنهم - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستفتاء, يعني: لا يحاولون أن يجتهدوا ما دام الرسول صلى الله عليه وسلم حيا بينهم, ويترتب على هذه الفائدة أن المرجع بالنسبة إلينا هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والكتاب.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الشيطان قد يسلط على الإنسان تسليطًا حسيًا؛ لقوله: «إنما هي ركضة من الشيطان» وهذا واقع, فالشيطان قد يؤثر على الإنسان تأثيرًا حسيًا, كما في فعله في الإنسان حين الولادة, فإن المولود إذا سقط خرج فإن الشيطان يطعنه في خاصرته.
وكذلك أيضًا من التسلط الحسي: إلقاء الخيلات في قلب الإنسان, وأحيانًا في بصره يرى ويشاهد أشياء لا حقيقة لها, من أجل أن يدخل عليه الروع والخوف والحزن, وقد أشار الله تعالى إلى هذا في قوله: {إنما النجوى من الشيطان ليجزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله} [المجادلة: ١٠]. والآية التي سبقتها الآن تدل على أن الشيطان قد يباشر أذية الإنس, وقط يسلط أعداءه على أذيته لأن الذين يتناجون ليسوا شياطين هم بنو آدم, لكن يتناجون من أجل أن يحزنوا المؤمنين وذلك بأمر الشيطان.
ومن فوائد هذا الحديث: الرجوع إلى عادة النساء, ويترتب على ذلك العمل بالعرف الشائع بين الناس فيما لم تأت الشريعة بتحديده وهو كذلك.
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب الاغتسال على المستحاضة إذا تحيضت ستة أيام أو سبعة, وهذا الحديث - حديث حمنة - في أي المستحاضات؟ فيمن ليس لها عادة ولا تمييز.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا يجب الاغتسال لكل صلاة؛ لأنه قال: «ثم اغتسلي, فإذا استنقأت فصلي» , وقال: «إن ذلك يجزئك» ولم يذكر الغسل, وهذا أحد الأمرين, والأمر الثاني سيأتي إن شاء الله.
ومن فوائد هذا الحديث: أن العادة الغالبة في النساء أن تحيض كل شهر لقوله صلى الله عليه وسلم: «فافعلي كل شهر كما تحيض النساء» , وهو كذلك, ومن النساء من تحيض في الشهر مرتين, وقد