جاء في دعاء المؤمنين في القرآن: {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} [آل عمران: ١٩٤]. وحينئذ لا إنكار على من زادها, بل يحمد من زادها.
في هذا الحديث فوائد منها: مشروعية هذا الدعاء عند سماع المؤذن, وظاهر الحديث أن أي مؤذن يؤذن أذانًا مشروعًا فإنه يقال بعده هذا الدعاء, وعليه فالأذان الأول في يوم الجمعة الذي سنه عثمان يتابع, ويدعى بعده بهذا الدعاء؛ لأنه أذان مشروع, وقد تكايس قوم؛ أي: طلبوا الكيس, ولكنهم تكايسوا إلى أسفل, قالوا: الأذان الأول يوم الجمعة غير مشروع, بل تجرأ بعضهم - والعياذ بالله - وقال: إنه بدعة, وسبحان الله! أن يتجرأ جريء على أذان سنه خليفة من الخلفاء الراشدين وأقره عليه الصحابة - رضي الله عنهم - ما أنكروا عليه حتى يأتي ضعيف التصور وضعيف التفكير, ويقول: هذا بدعة, أليس ما سنه الخلفاء الراشدون مما أمرنا باتباعه؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي». ثم ألسنا دون الصحابة بمراحل, والصحابة فوقنا بدرجات, هل أنكروا على عثمان؟ ما أنكروا عليه, ولو كان شيئًا منكرًا لأنكروا عليه كما أنكروا عليه الإتمام في منى. الصحابة لا تأخذهم في الله لومة لائم.
فالأذان الأول يوم الجمعة أذان مشروع بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم وبسنة الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه, وبإجماع الصحابة فيما نعلم, وعليه فمتابعته سنة مشروعة, والدعاء بعده بهذا الدعاء أيضًا مشروع.
ومن فوائد الحديث: أن من لم يسمع النداء فإنه لا يقوله, يعني: لو فرض أن الإنسان استيقظ بعد إتمام المؤذنين أذانهم ودعا بهذا الدعاء فإننا نقول: ليس بمشروع؛ لماذا؟ ما سمع النداء, والنبي صلى الله عليه وسلم رتب هذا على من سمع النداء.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي أن يصدر الإنسان دعاءه بمثل هذه الجملة: «اللهم رب» , وهذا كثير في الدعاء لا في القرآن ولا في السنة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الأذان من الدعوات التامة «رب هذه الدعوة التامة».