ومن المعلوم أنه سيجد مشقة في الخروج من صحن المطاف, ثم بوجود محلًا يتوضأ فيه؛ لأن الميضآت ستكون مزدحمة, ربما يمشي كيلوات حتى يجد ما يتوضأ به, ثم إذا رجع نقول: أعد من جديد؛ ولهذا كان القول الذي ينبغي أن يفتى الناس به - لا سيما في المواسم - قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الوضوء في الطواف ليس بشرط لكنه من كماله, وأما أنه شرط لصحته كما يشترط ذلك في الصلاة فلا دليل عليه, لا في القرآن ولا في السنة, وقد بحث شيخ الإسلام رحمه الله بحثًا مستفيضًا في فتاويه وفي منسكه, بحثًا إذا قرأه الإنسان علم أن القول الصواب هو قول شيخ الإسلام رحمه الله, بأن الطواف لا يشترط له الوضوء لكنه من كماله, ولاسيما في أيام المواسم والزحام الشديد؛ لأن الإنسان يجد حرجًا أن نكلف عباد الله بالوضوء وإعادة الطواف مع عدم وجود دليل يكون له حجة عند الله عز وجل.
إذن من شرط صحة الصلاة: الطهارة من الحدث حتى يتوضأ, فإن نسي أو جهل أعاد الصلاة, وهل مثل ذلك إذا نسي أو جهل النجاسة في ثوبه؟ لا, لو صلى وفي ثوبه نجاسة ناسيًا أن يغسلها فصلاته صحيحة, لو لم يعلم بالنجاسة في ثوبه؟ لا, لو صلى وفي ثوبه نجاسة ناسيًا أن يغسلها فصلاته صحيحة, لو لم يعلم بالنجاسة في ثوبه إلا بعد الصلاة لم يلزمه أن يعيدها, لو كان يعلم بهذه البقعة لكن لم يتيقن أنها نجاسة إلا بعد الصلاة لم يلزمه أن يعيدها, والفرق أن اجتناب النجاسة من باب ترك المحظور, وعدم الوضوء من باب ترك المأمور, والفرق بينهما ظاهر.
أسئلة:
- ما هو الفرق بين شروط الشيء والشروط في الشيء؟
- ما هي الحكمة من وضع الشروط في العبادات شروط وجوب الحج, شروط وجوب الصوم, شروط وجوب الزكاة وغيرها, ما هي الحكمة؟
الحكمة لأجل أن ينضبط الناس في العبادات بحيث يكون أمرهم واحدًا؛ لأنها لو لم تذكر هذه الشروط لكان كل واحد يذهب مذهبًا غير مذهب أخيه, فكان من حكمة الله عز وجل أن تكون هناك شروط للوجوب, وشروط للصحة حتى ينضبط الناس في العبادات ولا يختلف بعضهم عن بعض.
- ما سبب إدخال المؤلف حديث علي بن طلق في شروط الصلاة؟
- هل هناك دليل يؤيد هذا؟
- ما دليل انصراف الرجل من الصلاة إذا أحدث؟