للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عز وجل إما أن يكون وصفًا, أو عينًا قائمة بنفسها, أو شيئًا يتعلق بهذه العين, فإن كان وصفًا فهو صفة لله وهو غير مخلوق, ككلام الله مثلًا كلام الله مضاف إلى الله عز وجل, قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة: ٦]. إذن كلام الله صفة, ولابد لأن الكلام وصف ولم يذكر شيء قائم بهذا الوصف, فيكون صفة لله غير مخلوق, وإذا أضاف الله عينًا قائمة بنفسها إليه فإنه ليس من صفات الله بل من مخلوقات الله, لكن أضافه الله عز وجل لنفسه تعظيمًا وتكريمًا وتشريفًا مثل قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} [البقرة: ١١٤]. المساجد عين قائمة بنفسها أضافها الله إلى نفسه تشريفًا وتعظيمًا, ولذلك اكتسبت من هذه الإضافة أنه يجب أن تطهر من القذر ولا يحل فيها شيء من أمور الدنيا كالبيع والشراء وما أشبه ذلك, ومثل قوله تعالى: {طهرًا بيتي للطائفين} [البقرة: ١٢٥]. هذا مثل مساجد الله فيكون مخلوقًا ومثل قول صالح: {ناقة الله وسقياها} [الشمس: ١٣]. ناقة الله عين قائمة بنفسها فتكون مخلوقة, كذلك إذا كان الشيء متعلقًا بعين قائمة بنفسها؛ يعني متعلقًا بمخلوق فإنه يكون مخلوقًا مثل قوله تعالى في آدم: {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي} [الحجر: ٢٩]. والمراد: الروح المخلوقة أو الروح التي فيها وصف الله؟ المخلوقة, ولم يحضرنا إلى الآن أن لله روحًا, لكن وصف الله نفسه بالنفس فقال: {ويحذركم الله نفسه} [آل عمران: ٢٨]. وهي أيضًا ليست صفة, بل هي عين الله عز وجل, فيحذركم الله نفسه مثل ويحذركم الله ذاته؛ إذن فقوله تعالى: {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي} الروح المضافة إلى الله هنا مخلوقة؛ لأنها متعلقة بمخلوق, ومثله قوله تعالى: {والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا} [الأنبياء: ٩١]. المراد: الروح المخلوقة؛ لأن عيسى مخلوق, والروح التي نفخ فيه مخلوقة, هذا إذا لم نقل: إن المراد بالروح هنا: جبريل؛ فإننا نقول: هي روح عيسى وهي مخلوقة هنا. «وفوق ظهر بيت الله» من أي الأقسام الثلاثة؟ من الثاني الذي هو عين قائمة بنفسها.

أسئلة:

- لماذا يذكر المؤلف الأحاديث الضعيفة؟

- هل الضعف ممن دون الصحابي أو من الصحابي؟

٢٠٨ - وعن أبي مرثدٍ الغنوي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تصلوا إلى القبور, ولا تجلسوا عليها». رواه مسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تصلوا إلى القبور» لا يخفى أن (لا) ناهية, علامة النهي: أنه حذفت النون. «إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>