للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إجابة دعوته, وقد اهتز عرش الله عز وجل لروحه, وفي هذا يقول القائل: [الطويل]

وما اهتز عرش الله من أجل هالكٍ ... سمعنا به إلا لسعدٍ أبي عمرو

رضي الله عنه, وجمعني وإياكم وإياه في دار النعيم المقيم حتى نذكره بهذا ونذكر ذلك إن شاء الله تعالى.

في هذا الحديث فوائد: أولًا: جواز ضرب الخيمة في المسجد, ولكن بشرط أن يكون الذي تضرب عليه الخيمة أهلًا لذلك من كونه سيدًا وشريفًا في قومه, وإلا فلا يمكن أن تضرب خيمة لكل إنسان مرض, الشرط الثاني: ألا يتأذى المسجد وأهله, وهذا أخذناه من النصوص العامة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يؤذى أهل المسجد, حتى قال للرجل الذي يتخطى الرقاب: «اجلس فقد آذيت». فهذان شرطان, والثالث: أن يكون هذا الغرض صحيح, الغرض الصحيح ما ذكره في الحديث.

ومن فوائد هذا الحديث: بيان منزلة سعدبن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين خصه بهذه الفضيلة أن يمرض في مسجده حتى يعوده من قريب.

ومن فوائد هذا الحديث: حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعاملته لأمته, حيث كان يعود مرضاهم, ويزور أصحاءهم, ويتواضع حتى للعجوز والطفل الصغير - عليه الصلاة والسلام -.

ومن فوائد هذا الحديث: مشروعية عيادة المريض, وضابط المريض الذي يعاد: أنه هو الذي ينقطع من الخروج من بيته, أما المريض الذي يخرج فهذا لا يعاد؛ لأنه لا حاجة إلى عيادته.

ومن فوائد هذا: أن قرب مكان العيادة سبب لوجودها وهذا هو الواقع؛ يعني: لو كان هناك مسلم مريضًا وهو قريب منك سهل عليك أن تعوده, فإذا كان بعيدًا شق عليك وربما لا تعوده في الأسبوع إلا مرة.

١٤٩ - وعنها رضي الله عنها قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني, وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ... ». الحديث. متفق عليه.

قولها: «يسترني» يعني: عن الرجال وهي تنظر إلى الحبشة وهي جزء من أفريقيا, قدم منها أناس أسلموا إلى المدينة ليتعلموا دينهم من النبي صلى الله عليه وسلم, وكان أهل الحبشة أهل مرح ولعب, فما

<<  <  ج: ص:  >  >>