"ضربت ضربًا" يعني: مفعولًا مطلقًا، وإن شئت فقل: مصدرًا، "أبا عمرو" مفعولًا به، "غداة أتى" مفعولًا فيه، و "سرت والنيل" مفعولًا معه، "خوفًا من عقابك لي" مفعولًا لأجله.
يقول: "استوى حتى يعود كل فقاٍر مكانه" فقار يعني: فقرات الظهر، إذا اعتدل الإنسان بعد الركوع عادت كل فقرة إلى مكانها.
"فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما" إذا سجد وضع يديه على الأرض "غير مفترش" لا يفرش الذراعين بل ينصب الذراعين، "ولا قابضهما" أي" قابض يديه؛ يعني: يضمهما إلى صدره بل يفرج؛ لأن هذا أقوم وأنشط، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، إذن يكون سجوده بالنسبة للرجلين على صدور القدمين؛ لأنه لا يتم استقبال أطراف أصابع القبلة إلا إذا كان على الصدور، ولهذا قال النووي رجمه الله: ينبغي إذا سجد أن ينصب قدميه، يعني: يظهر حتى تتجه الأصابع إلى القبلة.
"وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى" إذا جلس في الركعتين، يعني: في التشهد الأول أو الأخير في الصلاة الثنائية، لأن الأخير في الصلاة الثنائية جلوس في الركعتين.
"جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى" كيف يجلس على اليسرى؟ يجعل ظهرها إلى الأرض وبطنها إلى آليته، فيجلس عليها وينصب اليمنى يستقبل بأطراف أصابعها القبلة ويجعلها منصوبة.
"وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته" قدمها يعني: أخرجها من يمينه، وليس المعنى: قدمها إلى الأمام، المعنى: أنه يقدمها إلى الجنب، "وينصب الأخرى" أي: اليمنى وجلس على مقعدته.
هذا الحديث ذكر فيه عدة صفات لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم منه: مشروعية التكبير لقوله: "إذا كبر"، وهذه تكبيرة الإحرام، وحكمها أنها ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها، فلم أن الإنسان نسى ثم استفتح وقرأ الفاتحة بدون تكبير فصلاته لا تصح، لا فرضًا ولا نفلًا.
ولو أتى بثناء غير التكبير؛ فإن قال: الله أعظم، الله أجل، الله أعلم. هل يصح؟ الجواب: لا يصح؛ لأن العبادات توفيقية، فلو قال: الله أعلم، الله أجل فقد عمل عملًا ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودًا.
إذن لابد أن يقول المصلي: "الله أكبر"، لو قال: "الله أكبر" لم يصح لأمرين:
أولًا: لأنه مخالف للنص فهو عمل ليس عليه أمر الله ورسوله.
ثانيًا: لأنه دون قوله: الله أكبر، لأن معنى الله أكبر يعني: أكبر من كل شيء، لكن "الله أكبر" هو بمنزلة قول القائل: هذا ولدي الأكبر، فلا يدل على أنه أكبر من كل شيء.