ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي رفع اليدين إلى المنكبين، وليس مفرقًا بين أصابعه، بل الأصابع مضمومة متجهة إلى القبلة. فما هي الحكمة من هذا الرفع؟
قال بعض أهل العلم: الحكمة الإشارة إلى رفع الحجاب بينك وبين الله لأن الإنسان في الدنيا غافل، فإذا أقبل على الصلاة أقبل على الله، فكأنه يرفع الحجاب بينه وبين ربه هذه واحدة.
ثانيًا: أنه زينة للصلاة، وهذا أمر مشاهد؛ ولو أنك تكبر بدون رفع تشعر بأن الصلاة ناقصة فهو زينة للصلاة وكمال، ولهذا كان مشروعًا في كل تكبيرات الجنازة؛ لأنه يحصل به الفرق بين أركان صلاة الجنازة يعني: الفرق الظاهر الحسي، وقد جاءت السنة- والحمد لله- بذلك أنك ترفع في صلاة الجنازة في كل التكبيرات.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه يسن للمصلي إذا ركع أن يمكن يديه من ركبته، يعني: يثبت يديه على ركبته كالقابض عليهما، فلو جعل يديه تتدلى وهو راكع لم تحصل له السنة، ولكن الركوع مجزيء، وكذلك لو أنه مس الركعتين مسا دون أن يمكن اليدين فإن الركوع مجزيء لكن لم يحصل له السنة.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للراكع أن يهصر ظهره لا يرفع فيحتودب بل يصهره، وفي حديث عائشة "أنه صلى الله عليه وسلم لم يشخص رأسه ولم يصوبه" يعني: لم يرفعه ولم ينزله، وعلى هذا فيكون مساويًا لظهره تمامًا، وهذا هو الأفضل، فإن احتودب أو نزل أكثر أو أرتفع فالركوع مجزيء لكن فاتت السنة.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لابد في الرفع من الركوع أن يطمئن حتى تعود الفقرات إلى محلها وقد سبق في حديث أبي هريرة أنه لابد من الطمأنينة، فلو لم يفعل، ورفع ثم نزل ساجدًا فصلاته غير صحيحة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن السنة عند السجود ألا تفترش الذراعين، لقوله:"غير مفترض"، بل قد جاء النهي في ذلك، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفترض الرجل ذراعيه في السجود افتراض السبع، ويعني السبع: الكلب، والكلب إذا ربض وشاهدته وجدته قدم ذراعيه وبسطهما على الأرض.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينهي الإنسان عن التشبيه بالحيوان لاسيما في العبادة، ولم