ومنها: مشروعية هذا الدعاء في قنوت الوتر؛ لأن قال:((علمني كلمات أقولهن في قنوت الوتر)).
ومنها: أنه قد يظهر منه أن قنوت الوتر أوسع من هذا، ولهذا قال:((أقولهن في قنوت الوتر))، و ((في)) للظرفية، ويحتمل أن المعنى: أن هذا هو قنوت الوتر فقط والعمل على الأول، وأنه لا بأس بأن يزيد في قنوت الوتر ما يناسب الحال، ولكن لا يطيل إذا كان إماما إطالة تمل من وراءه وتتعب من وراءه.
ومنها: ثبوت القنوات في الوتر لقوله: ((في قنوت الوتر))، ولكن هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقنت في الوتر؟ لكن تعليمه الحسن يكفي في إثبات مشروعيته، ولكن مع ذلك الذي أرى الأ يداوم عليه حتى نأخذ بالسنة القولية والسنة الفعلية.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الإنسان مفتقر إلى الهداية: هداية العلم والإرشاد، وهداية التوفيق منه- سبحانه وتعالى- وهو كقوله:((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)).
ومن فوائد هذا الحديث: سؤال العافية، وأن الإنسان مفتقر إليها؛ لأن الإنسان مفتقر إلى الكمال وإلى زوال النقص، فالكمال:((اللهم أهدني))، وزوال النقص:((عافني)) ويشمل العافية من مرض القلب ومرض البدن، أما مرض القلب فإنه يدور على شيئين: شبهة وشهوة، ولست أريد بالشهوة: شهوة الجماعة، لكن أريد بالشهوة: الهوى مرض القلب؛ إما شبهة بالأ يعرف الحق أو يلتبس عليه الحق نسال الله العافية، وإما شهوة بألا يريد الحق يتبع هواه، وهو يعلم أن الحق في خلافه.
ومن فوائد هذا الحديث: سؤال العبد ربه أن يبارك له فيما أعطاه؛ لأن الله إذا لم يبارك في الشيء لم ينتفع به العبد، وإذا بارك فيه انتفع به واتسع انتفاعه، وللبركة أسباب كثيرة منها: في المعاملات قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((البيعان بالخيار؛ فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما))، ومنها- أي: من أسباب البركة-: لعق الصفحة والأصابع بعد الأكل، ومنها: ألا يكيل الإنسان طعام البيت، يعني مثلا: إنسان أتى بكيس رز للبيت لا يكيله؛ لأنه إذا كاله نزعت منه البركة، وإذا تركه أنزل الله فيه البركة، يأخذ كل يوم ما يحتاج بدون ما يكيله ويمضي هكذا جاءت به السنة.