ومن فوائد هذا الحديث: أن ما بأيدينا من خير، علم أو مال أو ولد أو جاه فهو من الله لقوله:((فيما أعطيت)).
ومن فوائد هذا الحديث: سؤال العبد ربه أن يقية شر المخلوقات من الإنس والجن والحيوان والقريب والبعيد، بل ومن نفس الإنسان كما جاء في الحديث:((نعوذ بالله من شرور أنفسنا))، وفي القرآن الكريم:{وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}[يوسف: ٥٣].
ومن فوائد هذا الحديث: أن في مقضيات الله عز وجل ما هو خير وما هو شر وهذا من حكمة الله؛ لأنه لا يمكن أن يعرف الخير إلا إذا كان شرا لو كانت مقضيات الله عز وجل كلها خير ما عرفنا الشر أبدًا، لو كانت مخلوقات الله- تبارك وتعالى- كلها على نمط واحد مهتدين ما عرفنا الكافر من المؤمن؛ ولا يمكن أن نعرف الأشياء إلا بضدها.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الله- سبحانه وتعالى- له الحكم المطلق من كل وجه لقوله:((إنك تقضي ولا يقضى عليك))، وهذه المسألة على أربعة أقسام: من الناس من لا يقضي ولا يقضى عليه، ومنهم من يقضي ويقضى عليه، ومنهم من يقضي ولا يقضى عليه، وهذا خاص بالله عز وجل، ومنهم من لا يقضي ويقضى عليه ولا شك أن أعلى الأقسام ما يثبت لله من ذلك وهو أنه يقضي ولا يقضى عليه، وهذا خاص به- تبارك وتعالى-.
ومن فوائد هذا الحديث: تمام سلطان الله تعالى يكون القضاء بيده، وأنه لا أحد يسلط عليه فيقضي عليه.
ومنها: أن من والاه عز وجل فلا ذل له لقوله: ((ولا يذل من واليت)).
فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد وصفهم الله بالذل في قوله تعالى: {وأنتم أذلة}[آل عمران: ١٢٣]؟
فالجواب: بلى، والمراد بالذل هنا: الذل النسبي، يعني: بالنسبة لقوة الكفار أنتم أذلة ومع ذلك نصركم الله.
إذن من فوائد هذا الحديث: أنه لا يذل من والاه الله عز وجل لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا يذله أمام نفسه ولا أمام غيره، فإنه يغلب نفسه الأمارة بالسوء، ويفعل ما به رضا الله عز وجل ولا يرد على هذا ما يقع بعض الأحيان من ذل أولياء الله عز وجل لأن هذا الذل شيء طارئ عاقبته العزة كما قال الله- تبارك وتعالى- في سورة آل عمران حين بين الفوائد العظيمة في غزوة أحد التي