٣٦٤٣ - وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِى الْخَيْلِ
= القمر، وتبدوَ الكواكب العِظَامِ، وغير ذلك في الليلِ، ولا يُشاهِدُها إلَّا الآحاد. فكذلك الانشقاق، كان آيةٌ وقعت في الليل لقومٍ سَأَلُوا واقترحوا، فلم يَتَأَهَّب غيرهم لها. ثم ذكر نحوه عن الخطَّابيِّ، ثم ذكر الخطَّابيُّ حكمةً في كون المعجزات المحمدية لم يَبلُغْ شيءٌ منها مبلغ التواتر الذي لا نزاعَ فيه إلَّا القرآن، بما حاصله: أن معجزةَ كلِّ نبيٍّ كانت إذا وقعت عامة، أُعْقِبَتْ هلاك من كذَّبه من قومه، للاشتراك في إدراكها بالحسِّ. والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بُعِثَ رحمةً، فكانت معجزته التي تحدَّى بها عَقْلِيَّة، فاختصَّ بها القوم الذين بُعثَ منهم، لِمَا أوتوه من فضل العقول. ولو كان إدراكها عامًّا لعُوجل من كذَّب به، كما عُوجل من قبلهم. وذكر أبو نعيم في "الدلائل" نحو ما ذكره الخطَّابيُّ، وزاد: لا سِيَّما إذا وقعت الآية في بلدةٍ كانت عامة أهلها يومئذٍ الكفار، الذين يَعتَقِدْون أنها سِحْرٌ، ويجتهدون في إطفاء نور الله. ثم نقل عن ابن عبد البَر: أنه مع ذلك، فقد بَعَثَ أهلُ مكة إلى آفاق مكة يسألون عن ذلك، فجاءت السُّفَّارُ، وأَخبَرُوا بأنهم عَايَنُوا ذلك، وذلك لأن المسافرينَ في الليل غالبًا يكونون سائرين في ضوء القمر، ولا يَخفَى عليهم ذلك. اهـ. هذا ملخَّص ما ذكره.