قال: وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه، وإنما المتكىء ههنا هو المعتَمِد على الوطىء الذي تحته، وكلَّ مَن استوى قاعدًا على وطىء، فهو متكىء، والاتكاء مأخوذٌ من الوكأ، وَوَزْنه الافتعال منه، فالمتكىء هو الذي أوكى مقعدته، وشَدّها بالقعود على الوطىء الذي تحته، والمعنى: أني إذا أكلت لم أقعد متمكِّنًا على الأوطية والوسائد، فعلى مَنْ يريد أن يستكثر من الأطعمة، ويتوسع في الألوان، ولكني آكُل علقةٌ، وآخُذ من الطعام بلغة، فيكون قعودي مستوفزًا له، وروي أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يأكل مقعيًا. ويقول: أنا عبدُ آكُل كما يأكل العبد. اهـ "معالم السنن". قال العلّامة المارديني: وما قاله الخَطّابي فيه بعد، كذا قال ابن الجَوزي، وما أدري لأي معنًى عَدَل عن المعنى الأول مع شهرته، وصِحة معناه. اهـ: "الجَوهر النقي". قلتُ: والخَطّابي هو العُمدةُ في هذا الباب، والله تعالى أعلم بالصَّواب.