للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - باب الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ

٦٩٨٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى - هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ - قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ». أطرافه ٣٢٩٢، ٥٧٤٧، ٦٩٨٦، ٦٩٩٥، ٦٩٩٦، ٧٠٠٥، ٧٠٤٤ - تحفة ١٢١٣٥

٦٩٨٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِى ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِىَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِىَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلَا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ». تحفة ٤٠٩٢

٦٩٨٥ - قوله: (إذا رَأَى أَحَدُكم رُؤْيَا يحبُّها، فإِنَّما هي مِنَ الله ... وإذا رَأَى غيرَ ذلك مما يكره، فإِنَّما هي مِنَ الشيطان ... ) فتلك علامةٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ، لكونِ الرُّؤْيَا مِنَ الله، ومِنَ الشيطان، وهذه هي السبيل إلى عِلْمِنَا بها، وليست تلك أيضًا كُلِّيَّة، ولكِنَّها علامةً باعتبارِ الأَكْثَرِ (١).

٤ - باب الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ

٦٩٨٦ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا لَقِيتُهُ بِالْيَمَامَةِ - عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ


(١) قُلْتُ: وذلك لأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رُؤيا فيما لقي مِنَ الكُفَّارِ في غَزْوةِ أُحد، وكذا رَأَى في كذَّابَيْن يَخرجَانِ بعدَه، إلى غيرِ ذلك؛ وكذلك قد يَرَى عامةُ النَّاسِ أيضًا في رُؤْيَاهُم، ممَّا يَكْرَهُون، ثُمَّ لا يكونُ فيها مُدْخَلٌ للشَّيْطانِ، بل تكونُ مِنَ الله، فلا بُدَّ أَنْ يُقَال: إِنَّها أكْثَرِيَّة، نَعمَ ما في بَعْضِ الرُّواياتِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وتَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطانِ، يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَقِيم الحصرُ فيه باعتبارِ أَنَّ مَقصُودَ الشيطانِ ممَّا يُلْقَى في صَدْرِ النَّائِم، ليس إلا تَحْزِينُه، بخلَافِ ما كان مِنَ اللهِ، فإنَّه لا يكونُ للتَّحْزِين، ثُمَّ تبيَّنَ لي أنَّ هذه النِّسب منْ بابِ الآدَاب، فإِنَّ البركاتِ والخَيْرَاتِ كلَّها تُنْسَبُ إلى اللهِ تعالى، والشُّرُورَ كلَّها تُنْسَبُ إلى الشيطانِ، كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: ٦٣] وقوله تعالى: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} [الكهف: ٦٣] وكما في سورةِ يوسف: {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: ٤٢]. وإنْ كانت الأمورُ كلُّها بيدِ اللهِ المتعال، إلا أَنَّ الأدَبَ أَنْ تُنْسَب الخيراتُ إليه تعالى، وما كان خلافها فالأولى فيه إمَّا أنْ تَنسِبْها إلى نَفْسِكَ أو إلى الشيطان، وما أَلطفُ ما ذَكَرَهُ العَيْني: أَنَّ الحُلُم في عُرْفِ الشَّرْعِ مُخْتَصٌ بالشيطان، والرؤيا بما كان مِنَ اللهِ تعالى، وعلى هذا ما يَراهُ النائم مما يَكْرَهُ، فهو مِنْ بابِ الحُلُم، ويَقْرُبُ ممَّا ذَكَرْنَا ما في "مَجْمَعِ البِحَار" أَنَّ حقيقتَهُ عند أَهْلِ السُّنَّةِ: أَنَّهُ تعالى يَخْلُقُ في قَلْبِ النَّائِمِ اعتقادات جَعَلَها عَلَمًا على أمورٍ تَلْحَقُها بعد، كما جَعَل الغَيْمَ عَلَمًا على المَطَرِ، ويَخْلُق عِلْمَ المَسَرَّةِ بغيرِ حُضُورِ الشيطان، وعلم المُساءَةِ بحضُورِهِ، فيُنْسَبُ إليه مجازًا، لا أنَّه يَفْعَل شيئًا، واللهُ تعالى أَعْلَمُ بالصَّواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>