(٢) قلت: وعند الترمذي عن أبي هريرة مرفوعًا: "المؤمن غِرٌ كريمٌ، والفاجر خِبٌّ لئيم": ص ١٨ - ج ٢، وشرحه كما في "اللمعات" إن المؤمنَ ينخدعُ لانقياده ولينه، وهو ضد الخب، أي لم يجرب الأمور، فهو سليم الصدرِ، وحَسنُ الظنِّ بالناس، يريد به أن المؤمنَ المحمودَ من طبعه الغَرَارة، وقلة الفِطنة للشر، وترك البحث عنه. وليس ذلك جهلًا منه، ولكنه كرمٌ، وحُسن خُلق، كما يدل عليه قوله: "كريم"، وَصَفَه بالكرم، ولكن الجاهل هو الذي لا يعرف أنَّه ينخدعُ لكرمه، مع علمه بخداعه، وفسادِ طويته، فاعلمه. كيف! وأنه ينظر بنور الله، ولا أحد أعقل، وأفرس من العبد المؤمن، فإنَّ الكيِّسَ من دَان نفسَه. والله تعالى أعلم.