أَمْسِكْ. ثم قال: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم جَلَدَ أربعين، وأبو بكرٍ أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكلٌّ سُنة. وهذا أحبُّ إلي»، والإِشارةُ عندي إلى الثمانين الذي فعله عمر (١).
٣٨ - باب مَوْتُ النَّجَاشِىِّ
٣٨٧٧ - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ - رضى الله عنه - قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ مَاتَ النَّجَاشِىُّ «مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ». أطرافه ١٣١٧، ١٣٢٠، ١٣٣٤، ٣٨٧٨، ٣٨٧٩ - تحفة ٢٤٥٠
٣٨٨١ - وَعَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَفَّ بِهِمْ فِى الْمُصَلَّى، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا. أطرافه ١٢٤٥، ١٣١٨، ١٣٢٧، ١٣٢٨، ١٣٣٣، ٣٨٨٠ - تحفة ١٣١٧٦
(١) يقولُ العبدُ الضعيفُ: وبه عَمِلَ عليٌّ، كما عند الطحاوي: "أن عليًّا أتى بالنجاشي -ولعلَّ فيه سهوًا من الناسخ، وعَسَى أن يكونَ بحبشيٍّ- قد شَرِبَ الخمرَ في رمضان، فضربه ثمانين". الحديث. بل هو الذي عيَّنه لمَّا اسْتَشَارَ فيه عمر. وراجع الطحاويَّ. ومُحَصَّلُ كلام الشيخ: أن عليًّا إنما جَلَدَهُ ثمانين، ولمَّا كان في أكثر الروايات: "أنه جلد أربعين"، ولم يَسْنَحْ لهم التوفيق، فَنَهَجُوا منهجَ الترجيح، فقال الحافظُ: إن ما ذَكَرَهُ مَعْمَر في روايته، "أنه جَلَدَ أربعين"، هو أصحُّ. وأوضح الشيخُ وجهَ التوفيق: أن الأمرَ، كما في رواية يونس، عن الزُّهْريِّ. أمَّا ما ذكره مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ. فليس فيه ما يُخَالِفُ روايةَ يونس، لأن عليًّا قال له: "أَمْسِك"، بعدما ضربه أربعين، وتكلَّم كلامًا، ثم كَمَّلَهُ أربعين. فتلك الأربعون التي ضرَبَهَا أولًا هي المذكورةُ في رواية مَعْمَر، وليس فيه نفيًا لِمَا سواه. فإذا ثَبَتَ من رواية يونس في البخاريِّ: "أنه جلده ثمانين"، نَحْمِلُ الساكتَ على الناطق، لا سِيَّما إذا تأيَّد من رواية الطحاويِّ، والله أعلم، هل كان هذا هو مراده أم لا.