٥٨٢٧ - قوله:(وعليه ثوب أبيض، وهو نائم) ... إلخ؛ قلتُ: ولعل قوله: «وهو نائم»، وَهَمٌ من الراوي، وليس في عامة حديث أبي ذر. وهذا الحديث أخرجه المصنف في كتاب الرقاق أيضًا، وتكلم الشارحون هناك أنه حديث أبي الدرداء، أو حديث أبي ذر، وقد روى الحديث عنها على معنًى واحد، ثم رجع أنه حديث أبي ذر.
قوله:(قال أبو عبد الله: هذا عند الموت، أو قبله إذا تاب، وندم، وقال: لا إله إلا الله غفر له ما كان قبله)(١)، وهذا يدل على أنَّ الزنا، والسرقة في قوله: «وإن زنى،
(١) قلت: ويخطر ببالي أن الشرع جعلَ نفس الجرِّ مخيلة، فإن الذين يجرون ثيابهم لا يجرون إلا تكبرًا وفخرًا، وكذلك جربنا في زماننا أيضًا، وإن لم يكن في زماننا كذلك، فإنه قد كان في العرب، وقد كان وإذن هو من باب إقامةِ السببِ مُقام المُسبب، كالنوم، فإنه ليس بحدث، ولكنه سببٌ لاسترخاء المفاصل، وأنه لا يخلو عن خروج شيء منه غالبًا، فأقيم النومُ الذي هو سبب مُقام الحدث. وكالسفر، فإنَّه أيضًا أنيب مناب المشقة، وكالمباشرة الفاحشة، فإنَّها سببٌ لخروج شيء عادة، فأُدير الحكم على المباشرة، فهكذا جر الثوب، فإنَّ سبَبه المخيلة، وهي أمر خفي يتعسر إدراكها، كالمشقة في باب السفر، والحدث في النوم، وخروج شيء في المباشرة الفاحشة، فأدير الحكمُ على جرِّ الثوب. =