واعلم أن الإِقامةَ بمكَّةَ كانت حرامًا على من هَاجَرَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فوق ثلاث، وكأنهم كانوا يَعُدّونها نقصًا في هجرتهم، ونقصًا لعملهم.
٣٩٤١ - قوله:(لَوْ آمَنَ بي عَشَرَةٌ من اليَهُودِ، لآمَنَ بي اليَهُودُ) ظاهرُه مشكلٌ، فإنهم قد آمنوا به أضعافَ ذلك، ثم لم يُؤْمِنْ اليهودُ كلُّهم بالنبيِّ صلى الله عليه وسلّم وأجاب عنه الحافظُ، ولم يَنْجَحْ. قلتُ: وقد رُوِي فيه قيدٌ، وهو:«عشرةٌ من أَحْبَارِ اليهود»، فانحلَّ الإِشكالُ. وكثيرًا ما تكون القيودُ مذكورةً في موضعٍ، وتَسْقُطُ عن الرواية، فَيَحْدُثُ الإِشكال، ويُورِثُ الإِملال. وذلك لأنَّهم بصدد نقل القصة فقط على ما سَنَحَ لهم بدون