للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اقْرَءُوا {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: ١٠٥]». وَعَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ مِثْلَهُ. تحفة ١٣٨٧٧

واعلم (١) أنَّ في أصحاب الكهف قولان، قيل: هم أصحابُ الرَّقِيم، وإنما سُمِّي بهم، لأنَّ مَلِكًا من الملوك كان كَتَب كِتابًا، ووضعه هناك. فسُمُّوا بأصحابِ الرَّقِيم، وقيل: هو غيرُ أولئك.

قوله: (وقال ابن عباس: {أُكُلَهَا}) وتفسيرُه على «الهامش» - أي من طَبْع الهند، أي ثمرها، وهذا مما قلت: إنَّ مرادَ الصُّلب قد لا يَتِم إلَّا بَعْد انضمام ما في «الهامش»، وهذا عجيب.

قوله: ({جَدَلَا}) والجَدَل هو التعلُّل بالحِيَل، من إضمار تَرْك العمل في النَّفْس "يعنى كرنا يوهى نهين بهانى بناتى هين".

٤٧٢٦ - قوله: (وحَلَّق بين إبهَامَيْه) ... إلخ، وإنما فعله ليرى صورته.

قوله: (وَتَد) "دات لكادى".

[فائدة]

واعلم أنَّ معلوماتِ الباري تعالى غيرُ متناهية، والأُمورُ غير المتناهيةِ عند الباري جَلَّ مَجْدُه موجودةٌ، وهو الحقُّ عندي. ونقل الصَّدْر الشيرازي عن ابن سيناء أنه ذهب في حِكْمة الإِشراق إلى تناهي عِلْمه تعالى؛ قلتُ: وهو كُفْرٌ قطعًا، ثُم إنَّ العلماءَ بعد تَسْلِيمهم عدمَ تناهي معلوماتِه تعالى، لم يُجِيبوا عما يَرِد عليه من جريانِ براهينِ التسَلْسل؛ قلتُ: أما حديثُ التسلسل فباطِلٌ بِنَفْسه، ولم يقم برهانٌ قَويٌّ بَعْدُ على بُطْلان التسلسل، إلا على تَسَلْسل العِلَل، فإِنه مُحال، وقد بسطته في رسالتي «في حدوث العالم».

قوله: (غُلامًا كافِرًا) وإنما وصفه الراوي بالكافر، لأنَّ الخَضِر عليه الصلاة والسلام كان نزع اللَّحم عن كَتِفه، فإذا فيه مكتوب: طُبِع يومَ طُبِع كافرًا، أما مسألة نجاةِ أطفالِ المشركين والمسلمين، فقد مَرَّت مبسوطةً.


(١) روى البخاريُّ عن عائشةَ أنها نزلت في الدُّعاء، وقد يُجْمع بأنها نزلت في الدُّعاء داخلَ الصلاةِ، كما يدل عليه لَفْظ ابنِ جرير. وقد روى ابنُ مَرْدُويه عن أبي هريرةَ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى عند البيت رَفَع صوتَه بالدُّعاء. قال الطبري: ولا يَبْعُد أن يكونَ المرادُ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أي بقراءتك فيها نهارًا، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} - لَيْلًا -. قيل: الآيةُ في الدعاء، وهي منسوخةٌ بقوله: {تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأنعام: ٦٣] ملخصًا من "الكمالين"، وراجع له "روح المعاني". وراجع له العَيني، وقد ذكرنا كلام ياقوت فيما سبق، فراجعه، فإنَّه مهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>