ائْتَفَكَتْ انْقَلَبَتْ بِهَا الأَرْضُ. {أَهْوَى} [النجم: ٥٣] أَلقَاهُ في هُوَّةٍ. {عَدْنٍ} [٧٢] خُلدٍ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ أَي أَقَمْتُ، وَمِنْهُ مَعْدِنٌ، وَيُقَالُ: في مَعْدِنِ صِدْقٍ، في مَنْبَتِ صِدْقٍ. {الْخَوالِفِ} [٩٣] الخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي فَقَعَدَ بَعْدِي، وَمِنْهُ: يَخْلُفُهُ في الغَابِرِينَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ النِّسَاءُ مِنَ الخَالِفَةِ، وَإِنْ كانَ جَمْعَ الذُّكُورِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ عَلَى تَقْدِيرِ جَمْعِهِ إِلَّا حَرْفانِ: فارسٌ وَفَوَارِسُ، وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ. {الْخَيْراتِ} [٨٨] وَاحِدُهَا خَيرَةٌ، وَهيَ الفَوَاضِلُ. {مُرْجَوْنَ} مُؤَخَّرُونَ، الشَّفَا: شَفِيرٌ، وَهُوَ حَدُّهُ، وَالجُرُفُ: ما تَجَرَّفَ مِنَ السُّيُولِ وَالأَوْديَةِ. {هَارٍ} [١٠٩] هَائِرٍ، {لأَوَّاهٌ} [١١٤]: شَفَقًا وَفَرَقًا وَقالَ الشَّاعِرُ:
* إِذَا مَا قُمتُ أَرْحَلُهَا بِلَيلٍ ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ
يُقَالُ: تَهَوَّرَتِ البِئْرُ: إِذا انْهَدَمَتْ، وانْهَارَ مِثْلُهُ.
قوله: ({والخَوَالِفُ} الخالِفُ: الذي خَلَفَني، فَقَعَد بَعْدِي)، وحينئذٍ الخوالِفُ جَمْع مُذَكَّر.
قوله: (ويَجُوزُ أنْ يكونَ النِّساءُ) أي يجوزُ أن يكونَ جَمْعًا مؤنثًا أيضًا.
قوله: (وإنْ كانَ جَمْعَ الذُّكُور) إلخ. وفي العبارة رِكَّةٌ، فإِنَّه أَخَذ الخوالِفَ - وفي أَوَّلِ العبارةِ - جَمْعًا مُذكّرًا، ثُم عَبَّر عنه، كأنه أمْرٌ مَفْروض، فقال: وإنْ كان جَمْعَ الذُّكُور إلخ.
قوله: (والجُرُف) وهو الشطُّ الذي يخرُجُ الطينُ مِن تَحْتِه، لِشِدَّةِ جَرْية الماءِ.
قوله: (هَارٍ هائِرٍ) ... إلخ، ففيه قَلْبٌ، فصار هارى، ثُم حُذِفت الهمزةُ، وصار {هَارٍ}.
١ - باب قَوْلِهِ: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١)} [التوبة: ١]
أَذَانٌ: إِعْلامٌ. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُذُنٌ} [٦١] يُصَدِّقُ. {تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا} [١٠٣] وَنَحْوُهَا كَثِيرٌ، وَالزَّكاةُ: الطَّاعَةُ وَالإِخْلَاصُ. {لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فُصِّلَت: ٧] لَا يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ. {يُضَاهُونَ} [٣٠] يُشَبِّهُونَ.
٤٦٥٤ - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ - رضى الله عنه - يَقُولُ آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: ١٧٦] وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ. أطرافه ٤٣٦٤، ٤٦٠٥، ٦٧٤٤ - تحفة ١٨٧٠
وكان النبيُّ بعث عَلِيًّا بهذه الآياتِ في السَّنةِ التاسعة، لينادي بها في الناس، فنادى بها على يوم النَّحْر أَهْل مِنَى. وفي المقام إشْكالٌ عويصٌ، لم يأتِ فيه أَحَدٌ بما يشفي الصُّدُور، وقد تعرَّض إليه السُّيوطي شيئًا، ولكن جوابه خَفِي، لا يدرِكُه كلُّ أَحَد، ولي فيه مُذكّرةٌ مستقلَّةٌ، ذكرتُ فيها ما تحرَّر عندي.