وصَرَّح الرَّضِي، مع كونه شِيعيًّا أن حَرْف «أَنَّى» في القرآن ليس بمعنى أين، بل بمعنى: مِنْ أين. فهي لتعميمِ الحال، مُستَقْبلًا، أو مُستدبِرًا، مع كونِ الصِّمَاخِ واحدًا، لا لتعميمِ المكان، والعياذ بالله. ثُم إنَّ الرَّضِي لا أَدْري ماذا حالُه في المسائل، غيرَ أَنَّه كُلَّما يُسمِّي الإِمام أبا حنيفةَ، أو الإِمامَ الشافعيَّ يُسمِّيها بالعزِّ والاحترام، وهذا الذي يَرِيبُني في كونِه شِيعيًّا، فيمكنُ أن يكونَ تفضليًا، فإِنَّ احترامَ الأئمةِ ممنْ يكونُ شيعيًا يكادُ أن يكون مُحالًا.
(١) قلتُ: وسمعتُ مِن شَيْخِي مَرَّةً ما هو ألطفُ منه، وهو أن العِلْمَ ما يَحْصُل لك من الواقع، ويتبعه، والظنُّ هو الخَرْص، والتخمين من جانبه، فهذا يَنشأ من ذلك الجانِب، بخلاف العِلم، فإِنَّه مِن الواقع، فاللهُ سبحانه يذم أن يجازف الرَّجُلُ في أمور الغيب، بل عليه أن يَتلقَّى ما يُتلقى مِن الوَحْي.