٣٨٠٣ - قوله:(اهْتَزَّ (١) العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ)، وفي بعض الروايات: لفظ السرير، وبينهما فَرْقٌ، فإن الاهتزازَ على الثاني، اهتزازُ سريره الذي كان نَعْشُهُ عليه. وعلى الأوَّلِ، فهو إمَّا للفرحةِ والمسرَّةِ لقدومه إلى حضرة الربوبية، أو لمساءة موته. وبالجملة: هو كنايةٌ عن حدوث أمرٍ عظيمٍ، والأوَّلُ أقربُ من لفظ الاهتزاز.
٣٨٠٣ - قوله: (فَقَال رَجُلٌ لِجَابِرٍ فإن البَرَاءَ يَقُولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ، فَقَالَ: إنَّهُ كان بَيْنَ هذَيْنِ
(١) قال في "المعتصر": قيل: إنه السرير الذي حُمِلَ عليه، وعلى هذا فَيُحْتَمَلُ أن اللهَ تعالى أَلْهَمَهُ -بعد أن حُمِلَ عليه سعد- بمكانته ومنزلته، فصار بذلك أهلًا للمعرفة، فاهتزَّ له، كالخشبةِ التي كان يَخْطُبُ عليها صلى الله عليه وسلم، لفراق رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقيل: إنه عرشُ الرحمن. ويحتمل أن يكونَ العرشان جميعًا اهتزَّا. وقيل: الاهتزازُ هو السرور والارتياح، فيكون اللهُ تعالى ألْهَمَ العرشين موضع سعد منه، فكان منهما ما كان. وقيل: الاهتزازُ كان من الملائكة، يَحْمِلُونَ العرش، وأُضِيفَ إلى العرش، كقوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: ٢٩] {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: ٨٢]، "وهذا جَبَلٌ نُحِبُّهُ وُيحِبُّنَا" أي يُحِبُّنَا أهلُه، وهم الأنصار. والله أعلمُ بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم. اهـ مختصرًا جدًا.