(١) قلتُ: وقد اتَّفق لي أنِّي اجتمعت مع الشيخ في حجرةٍ، في نحر الظهيرة، وكان الحر شديدًا، فاضطجع الشيخُ، ولم أزل أنا جالسًا للأدب من الشيخ، إذ أحسَّ بي الشيخُ، فالتفتَ إليَّ مبتسمًا، وقال: إن الغُلُوَ في المباسطة إساءةٌ للأدب، وإن الإِفراط في التعظيم عبادةٌ، ثم اضطجع على هيئته، ولم يتكلَّم بحرفٍ غيرَه. ولعمري، إنِّي وجدت من جملته هذه كأني حملتُ أوقارًا من العلوم، فما نَسِيتُ من حظِّه بعدُ.