فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا ريبَ أنه أفضلُ الخَلق وأحبه وأكرمه على الله، آدم وذريته تحت لوائه، وهو الشافعُ المشفع، وهو صاحب الحوض، وصاحب المقام، وصاحبُ مفتاح الجنة، وهو أولُ من يقَعقِع حلقة الجنة، وهو خطيبهم إذا صَمَتوا وشفيعُهم إذا يئسوا، ولكنه مع ذلك بشر من البشر، مخلوق لله سبحانه، وعبد من عباده، ورسول من رسُله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (٨٠)} [آل عمران: ٧٩ - ٨٠] فتلك المجالس كلها مجالس البدع، فاحذروها وعليكم بسنة نبيكم، فإنها العروة الوثقى لا انفصام لها. اللهم أَحيِنَا على حبكَ وحُب نبيك، وأَمِتنا على حبكَ، وحب نبيك، واحشرْنَا فيمن يحِبكَ ويحب رسولَك، آمين، ثم آمين.