ولم أُقْدِم على استنباط معنى هذا الحديث إلَّا بعد أن كنت شاهدت تلك الهيئة من أُناسِ أهل مكة يعتادونها، ويأتون بها في مجالسهم -والله تعالى أعلم. انتهى ملخَّصًا-. ويقول العبدُ الضعيف: لا شكَّ في متانة كلامه، غير أنه يُبْنَى على أن معنى السَّدْل: إرسال الثوب حتى يُصِيب الأرضَ، كما صرَّح هو به. وهذا تفسيرُ الإسبال عند فقهائنا، أمَّا تفسيرُ السَّدْل عندهم فهو: أن يجعلَ الثوبَ على رأسه وكتفيه، ويُرْسِلَ أطرافَه من جوانبه. وفي "المستخلص": أن جعل القَبَاء على الكتف، ولم يُدْخِل يديه في الكُمَّينِ، فهو مكروهٌ أيضًا، سواء كان تحته قميص أو لا - وفسَّره الترمذيُّ باشتمال الصماء عند اليهود. ثم السَّدْلُ بهذا التفسير يُكرَهُ في الصلاة دون الخارج، بخلاف الإسبال، فإنه ممنوعٌ مطلقًا. ولعله حمل السَّدْلَ على اللغة دون ما هو مصطلح الفقهاء. ولا ريب أن حمل الأحاديث على المعاني اللُّغوية، أَوْلَى من حملها على المعاني الفقهية، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.