(٢) قلتُ: وأقربُ نظيرٍ له الذي وَجَدْتُ ما رواه الترمذيُّ في القدر في حديثٍ طويل: أن أوَّلَ ما خلق اللهُ القلمَ، فقال: اكْتُبْ، فقال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر، ما كان، وما هو كائنٌ إلى الأبد". اهـ. فَوَرَدَ عليه أن ما يكون إلى الأبد غير متناهٍ، يستحيل كتابته في الزمان المتناهي. فأجابوا عنه: أن المرادَ من الأبد، هو يوم القيامةِ لما في "الدر المنثور"، عن أبي هُرَيْرَةَ مرفوعًا، وفيه قال: "ما كان، وما هو كائنٌ إلى يوم القيامة". اهـ. وقد رواه أبو داود أيضًا، وإذا وَرَدَ أحدُ اللفظين مكانَ الآخر، دَلَّ نفسُ الحديث أن الأبدَ قد يُعْتَبَرُ إلى يوم القيامة أيضًا. وحينئذٍ ظَهَرَ معه الأبد في حديث تعذيب قاتل النفس أيضًا.