قوله:({أَمَّا اشْتَمَلَتْ}[الأنعام: ١٤٣] يعني: هل تَشْتَمِل) ... إلخ. وفي كُتُب النَّحْو أن «أم» تخريجه «أهل»، إلَّا أنَّ هذا التخريجَ ليس بمرادٍ ههنا، بل بيانٌ لمؤدَّاه فقط.
قوله:({الصُّوَرِ} جَمَاعَةُ صورةٍ) وهذا مِنْ رأي أبي عُبيدة، فإِنَّ الأرواح كلَّها في الصُّور عنده، فإِذا نُفِخ في الصُّور رجعت إلى أجسادِها. وعند الشيخ الأَكْبر أنَّ السمواتِ السَّبْعَ والأَرَضين كذلك في الصُّور، كما في «الدر المنثور» أيضًا. وحينئذٍ صَحَّ كَوْنُ الأرواحِ بمقَرِّها، مع كونِها في الصُّور، فإِنَّ العالم إذا كان بمجموعِه في الصُّور صُدِّق أنَّ الأرواحَ في الصُّور، وصُدِّق أَنَّها في مقارِّها أيضًا. ولذا أقولُ: إنَّ الدنيا بِحَذَافيرِها حَيِّز جَهنَّم، ومِن ههنا تَرى القرآنَ مهْما توجَّه إلى ذِكْر تخريبِ العالم، ذَكَر السمواتِ والأَرَضِينَ فقط، ولا يتعرَّض إلى غيرِها شيئًا. وقال ابنُ القَيِّم في كتاب «الروح»: إنَّه ليس للأرواحِ مُستَقرٌّ خاصٌّ، غيرَ أن بَعْضَها مسترِيحةٌ، وبَعْضَها هائمةٌ، إلا أنَّ لكلَ منها تَعَلُّقًا بِجَسدِها، تَعَلُّقَ الإِنسانِ بِوَطَنه، وإنْ دار في الآفاقِ وسار.