٣٩٨٣ - قوله:(اعْمَلُوا ما شِئْتُم). وهو نحو مقالته لعثمان:"ما على عثمان لو لم يَعْمَلْ بعد اليوم" والعمومُ في مثله غيرُ مقصودٍ، والمرادُ منه فضائلُ الأمور ورغائبُها، دون الواجبات وفرائضها. وراجع له "المسوى"، و"المصفى" للشاه وليّ الله. ثم إن اللهَ تعالى يوفِّقُهم بأنهم لا يُسْرِفُونَ على أنفسهم، فلم يَبْقَ التخيير إذن، إلَّا في اللفظ تشريفًا، وتكريمًا لهم لا غير. فليميَّز بين الكلام الذي يَخْرُجُ على سنن المحاورات، والذي يُقْصَدُ به بيان المسألة، فليس فيه رفعُ التكليف، بل فيه مجردُ التشريف.