فعلى هذه الرواية يكون الأذانُ قد وَقَعَ في السنة الثانية، لأنه قد صحَّ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا. اهـ. كذا ذكره صاحب "السعاية". ونُقِلَ عن السُّهَيلِي أنه قال: "حكمة ترتُّب الأذان على رؤيا رجل دون باقي الأحكام، وقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنها لرؤيا حق": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أُرِيَ الأذان ليلة الإسراء على ما رواه البزَّار عن علي رضي الله تعالى عنه، وهذا أقوى من الوحي. فلمَّا تأخر الأذان إلى المدينة، وأراد إعلام الناس بوقت الصلاة، لَبِثَ الوحيُ حتى رأى عبد الله الرؤيا، فَوَافَقَت ما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلذلك قال: "هذه رؤيا حق إن شاء الله تعالى". وعُلِمَ أن مراده بما رآه في السماء أن يكونَ سنةً في الأرض، كذا في "السعاية" باب الأذان ملخصًا، وتعقَّب عليه الحافظ ابن حجرٍ رحمه الله تعالى.