للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ. أطرافه ٣٦٣٧، ٣٨٦٨، ٤٨٦٨ - تحفة ١٢٩٧

٤٨٦٨ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ. أطرافه ٣٦٣٧، ٣٨٦٨، ٤٨٦٧ - تحفة ١٢٦٦

وقد ثبت اليوم الخرق والالتئام، والانشقاق، وانفطار كلها في الأجرام السماوية. وفي «تاريخ فرشته» أنه رأى الانشقاقَ مَلِكٌ بالهند أيضًا. يُسمّى: "راجه. وجبال" وعلى اسمه سميت بلدة "بهوبال".

قلتُ: وقد نعلم أنَّ الشمس تَنْكَسِف في كلّ سنة، أو سنتين إلى ساعة، أو ساعتين، أو أزيد. وربما لا يكون به شعورٌ للناس. حتى إنها تنجلي أيضًا، مع كونه معاملةً في النهار. فلو فرضنا أن الانشقاقَ لم تُنْقل رؤيتُه عن أحد، فماذا الإِشكال فإِنه معاملة في الليل. ثُم ليست طويلة، بل الانشقاق والالتئام حصل في لَمحةٍ يسيرةٍ، فانتبه له مَنْ استشهدوا به، ولم يره مَنْ كانوا في الأطراف، ولا استحالة فيه.

ثُم اعلم (١) أنه وَقَع في بعض الروايات: انشقّ القَمَرُ مَرّتين، مكان قوله: «فِرْقَتَين»، مع أن القمر لم ينشقَّ إلَّا مرة، فحمله الشارحون على معنى فِرْقَتين.

٢ - باب {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (١٤) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥)} [القمر: ١٤ - ١٥]

قَالَ قَتَادَةُ: أَبْقَى اللهُ سَفِينَةَ نُوحٍ حَتَّى أَدْرَكَهَا أَوَائِلُ هَذِهِ الأُمَّةِ.

٤٨٦٩ - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ


(١) قال الحافظ، بعدما تكلم على الروايات في ذلك: ووقع في نَظْم السيرةِ لشيخِنا الحافظ أبي الفضل: وانشقّ مَرّتين بالإِجماع، ولا أعرف مَن جزم من علماء الحديثِ بتعدّد الانشقاق في زَمنه - صلى الله عليه وسلم - ولم يتعرض لذلك أحَدٌ من شُرّاح الصحيحين. وتكلّم ابنُ القَيِّم على هذه الرواية، فقال: المَرّات يرادُ بها الأفعالُ تارةً، والأعيانُ أخرى، والأَوّل أكثر، ومِن الثاني، انشقّ القَمَرُ مَرّتين. وقد خفي على بعضِ النّاس، فادّعى أنَّ انشقاقَ القمر وقع مَرّتين، وهذا مما يَعْلَمُ أهلُ الحديث، والسِّير أنه غلط، فإِنه لم يقع إلَّا مَرّة واحدة. وقد قال العِماد بنُ كثير في الرواية التي فيها: مرتين، نظر، ولعل قائلها أراد فِرْقتين. قلتُ: وهذا الذي لا يَتَّجه غيرُه، جَمْعًا بين الرواياتِ، ثم راجعت نَظْم شيخِنا، فوجدته يحتل التأويلَ المذكور، ولفظه:
فصار فرقتين: فرقة علت ... وفرقة للطود منه نزلت
وذاك مرتين بالإِجماع ... والنصّ والتواتر السماع
فجمع بين قوله: "فِرْقتين"، وبين قوله "مرتين"، فيمكن أن يتعلق قوله: بالإِجماع بأصل الانشقاق، لا بالتعدد، مع أنَّ في نقل الإِجماع في نَفس الانشقاق نظرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>