فَذَكَرَ خروجَ الدَّجَّال، قال: فَأَنْزِلُ فَأَقْتُلُهُ. فَيَرْجِعُ الناسُ إلى بلادهم، فيستقبلهم يَأْجُوجُ ومَأجُوجُ، وهم من كلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون، فلا يَمُرونَ بماءٍ إلَّا شَرِبُوه، ولا بشيءٍ إلَّا أَفْسَدُوه. فَيَجْأَرُونَ إلى الله، فَأَدْعُو اللهَ أن يُمِيتَهم. فَتَنْتُنُ الأرضُ من ريحهم. فَيَجْأرُونَ إلى الله، فأدْعُو اللهَ، فَيُرْسِلُ السماءَ بالماءِ، فَيَحْمِلُهُم فَيُلْقِيهِم في البحر. ثُمَّ تُنْسَفُ الجبالُ، وتَمُدُّ الأرضُ مَدَّ الأدِيم ......... كانتِ الساعةُ من الناس، كالحامل التي لا يَدْرِي أهلُها متى تَفْجَؤهم بِوِلَادَتِها" ... إلخ. (٢) قلتُ: ومن ههنا انْدَفَعَ ما تعسر على الشارحين. فقال الطِيبيُّ: النيل، والفرات يَخْرُجَان من أصلها -سدرة المُنْتَهَى- ثم يَسِيرَان حيث أراد الله تعالى، ثم يَخْرُجَان من الأرض ويَسِيرَان فيها. وهذا لا يَمْنَعُهُ شرعٌ، ولا عقلٌ، وهو ظاهرُ الحديث. اهـ. وأَبْعَدَ القاضي حيث قال: وهذا يَدُلُّ على أن أصلَ السِّدْرَةِ في الأرض، لخروج النيل والفرات من أصلها. قال العينيُّ: لا يَلْزَمُ من خروجهما من أصلهما أن يكون أصلها في الأرض، اهـ "عمدة القاري". (٣) وقد مرَّ الكلامُ فيه في الجزء الأول من هذا التقرير، فراجعه من الهامش، ولا بُدَّ.