٤٣٧٧ - وَسَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ كُنْتُ يَوْمَ بُعِثَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - غُلَامًا أَرْعَى الإِبِلَ عَلَى أَهْلِى، فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوجِهِ فَرَرْنَا إِلَى النَّارِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ. تحفة ١٢٠٣٤
وهي قبيلةُ مُسَيْلَمَةَ.
٤٣٧٢ - قوله:(أسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم) وقد اسْتَشْكَلَ القاصرون لفظ: «مع»، لعدم استقامته ههنا، لأن إسلامَه لم يَكُنْ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلّم أصلًا، فتكلَّفوا فيه، كما تكلَّفوا في قوله تعالى:{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}[الصافات: ١٠٢]، حيث زَعَمُوا أنه يُوجِبُ أن تُوجَدَ قابلية السعي فيهما معًا. فقالوا: إن {مَعَهُ} متعلِّقٌ بالمصدر، لا بالفعل. فَوَرَدَ عليهم إعمال المصدر المعرَّف باللام فيما قبله، وهو مُخْتَلَفٌ فيه.
قلتُ: وهذا كلُّه في غير موضعه. والحقُّ أن لفظَ:«مع» لا يقتضي إلَّا الشركة في الجملة. ومَنْ قال لك: إن المصاحبةَ فيه لا بُدَّ أن تكونَ مستمرةً، فَيَصْدُقُ لفظ «مع» إذا اجتمع إسلامه مع إسلام النبيِّ صلى الله عليه وسلّم في وقتٍ ما، ولا يُوجِبُ المصاحبة المستمرة أصلًا.