وأبدى له طيّ الزمان، فعاقه ... رويدًا عن الأحوال حتاه ما أجرى ولا بأس لو أتحفناك بِرُمتها، فإِنها احتوت على علومٍ في الإِسراء، وفَصل في أَمْر الرؤية، وكشف عن اختلافهم فيها، وجَمع بين الرواياتِ، وشَرح للآيات، ورَفْع للتشتُّت في نَظمها، وأحكام لكونه في اليقظة، وذَبّ عمن أنكره فيها، وكل ذلك على رغم أنف لعين القاديان وأمثاله من الملعونين. تَبارك مَنْ أسرى، وأَعْلى بِعَبْده ... إلى المسجد الأقصى، إلى الأُفق الأَعلى إلى سَبْع أطباقٍ، إلى سِدْرة، كذا ... إلى رفرف أبهى، إلى نَزْلةٍ أُخرى وسَوّى له من حَفْلة مَلَكيّة ... ليشهد مِن آياتِ نعمته الكُبْرى بُراقٌ يساوي خطوه مَدَّ طَرفه ... أُتيح له، واختِير في ذلك المَسْرى وأبدى له طَيَّ الزمانِ، فعاقه ... رويدًا عن الأحوال، حتاه ما أجرى هنا موطن فوق الزمان ثباته ... على حالة ليست به غير تترى، وكان لجبريلَ الأمينِ سفارةٌ ... وصادف ما أولى لرتبته المولى، نعم طائر القدس المنيع بشأوه ... خوافيه تطوى وطن السر، أو أخفى وكان عِيانا يقظةً، لا يشوبُه ... منام، ولا قد كان من عالم الرؤيا قد التمس الصديق ثُم، فلم يجد ... وصحّح (*) عن شدادٍ البيهقي كذا رأى رَبَّه لما دنَى بِفُؤادِه ... ومنه سرى للعين ما زاغ لا يطغى رأى نورَه أنَّى يراه مؤمل ... وأوحى إليه عند ذاك بما أَوْحَى بحثنا، فآل البَحْثُ إثباتَ رؤيةٍ ... لحضرته صلَّى عليه، كما يرضى وسلم تسليما كثيرًا مباركًا ... كما بالتحيات العُلَى ربه حتى، كما اختاره الحَبْرُ ابنُ عمِّ نبيِّنا ... وأحمد من بين الأئمةِ قد قوى، فقال إذا ما المروزي استبانه: ... رآه رأي المولى، فسبحان مَنْ أَسْرَى رواه أبو ذَرّ بسان قد رأيته ... وأني أراه ليس للنفي، بل ثنيا، نعم رؤية ربّ الجليل حقيقة ... يقال له (**): الرؤيا بالسنة الدنيا، وإلا، فمرأى جبرائيل عوادة ... وليس بديعًا شكله، كان، أو أوفى، وذلك في التنزيل من نظم نجمه ... إذا ما رعى الراعي، ومغزاه قد وفى، وكان ببعض ذكر جبريل فانسرى ... إلى كله، والطول في البحث قد عنى، وكان إلى الأَقْصى سرى، ثُم بعده ... عُروجًا بجسم، إن من حضرة أخرى، عروجًا إلى أن ظللته ضبابةٌ ... ويغشى من الأنوار إياه ما يغشى،
(*) قال الشيخ: وهي في "الزوائد" وقد صححها منه في "الدلائل"، كما في "شَرح المواهب". (**) كما في "فتح الباري" في أول التعبير. =