(٢) قال الشيخ ابنُ الهُمام: وهلال لم يكن قذفها بِنَفْي الحمل، بل بالزنا. قال: وجدتُ شَرِيك ابنَ سُحْماء على بطنها، يزني بها. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "انظروا، فإِن جاءت به كذا، إلى آخِر ما قدمناه. فانظره، كان إما لِعِلْمه صلَى اللهُ عليه وسلم بِحَمْلها من طريق الوَحْي، اْو لأن اللِّعان تأخَّر حتى ظهر الحَمْل: وكذا أنكر أحمدُ بن حنبل لِعانَ هلال بالحَمْل، قاله ابنُ الجوزي. على أن كونَ لعانِهما كان قَبْل الوضْع معارَضٌ، فقد قدمنا - في "الصحيحين" - عن ابن عباس ما يفيدُ أنه كان بعد وَضْعها، وهو قوله: فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بين"، فوضعت شَبيهًا بالذي ذَكَر زوجُها أنه وجده عند أهله، فلاعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما. فلا يستدلُّ بأحدهما بعينه، لأن التعارُض يوجِب التوقف، اهـ "فتح القدير"؛ قلتُ: لا ريبَ أنَّ الشيخَ ابنَ الهُمام بسط المسألة، وقررها أحسنَ تقرير، وجُلّ بَحْثه ما أومأ إليه الطحاوي، كما نقلنا عبارته عن "الجَوهر النقي" غير أنه لا بد من مراجعته أيضًا.