(٢) قلتُ: وفي "الفتح" والتقديرُ: ما سمعتُ قَبْلَ اليومِ مثل ما سمِعتُ مِنْكَ، وفي روايةِ ابن عَوْنٍ قال أبو قِلابَة: فلمَّا فَرَغْتُ، قال عَنْبَسَة: سبحان الله، اهـ مختصرًا. (٣) قلتُ: وفي "الفتح" في رواية ابنِ عَوْن، قال: لا، هكذا حدَّثنا أنسٌ، وهذا دَالٌّ على أَنَّ عَنبَسَةَ كان سَمِعَ حديثَ العُكْلِيين -أي الذين كانوا مِنْ قَبِيلةِ عُكْلٍ- مِنْ أنسٍ، وفيه إِشعَارٌ بأنَّه كان غيرَ ضابطٍ له على ما حدَّثَ به أنسٌ، فكان يَظُنُّ أَنَّ فيه دَلالةً على جَوازِ القَتْلِ في المعصيةِ، ولو لم يقع الكفرُ، فلمَّا ساقَ أبو قِلابَة الحديثَ، تَذَكَّرَ أَنَّه هو الذي حَدَّثَهُم به أنس، فاعْتَرَفَ لأبي قِلابَة بضبْطِهِ، ثُمَّ أثْنَى عليه. (٤) قال الحافظُ: وَيغْلُبُ على الظَّنَّ أنَّها قِصة عبدُ الله بنُ سَهْلٍ، ومُحَيْصةً، فإنْ كان كذلك، فلعلَّ عبدَ الله بنَ سَهْلٍ، ورفقتهُ تحدَّثُوا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قبلَ أَنْ يتوجَّهوا إلى خَيْبَرَ، ثم توجهوا، فَقُتِلَ عبد الله بن سهل، كما تقدم، وهو المرادُ بقولهِ ههنا: "فَخَرَجَ رجلٌ منهم بين أيديهم فَقُتِل"، اهـ. قوله: فَخَرَجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، لعله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا جاءوه كان داخِلَ بيتِهِ، أو المسجدِ، فَكلَّمُوهُ، فَخَرَجَ إليهم، فأجَابَهُم، اهـ.