للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذلك قيل فيها: مزة كلب قال الشاعرابن قيس الرَّقِّيّات:

حبذا ليلتي بمزة كلب • غال عني بها الكوانين غول

وبها على ما يروى قبر الصحابي دحية بن خليفة بن فروة الكلبي القضاعي (١) ، فلعل هذا هو الذي يفسر اختيار هذا المكان من دمشق سكنا له، إذ ربما كان له فيها بعض الاقرباء. ولا نعلم فيما إذا كان قدم دمشق وحده أم صحبة عائلته حيث تسكت المصادر عن ذلك، كما لا نعلم متى كان قدومه، ولكن يظهر أنه قدم منذ فترة مبكرة لقول تلميذه ورفيقه الإمام الذهبي: نشأ بالمزة" (٢) .

وقرأ يوسف القرآن الكريم وشيئا من الفقه، لكن عائلته على ما يظهر، لم تعتن به العناية الكافية ولم توجهه إلى طلب الحديث منذ فترة مبكرة كما فعلت عائلة رفيقه وتلميذه الإمام الذهبي (٣) ، ويبدو أنها لم تكن عائلة مشهورة بالعلم والطلب، ولم يكن والده من العلماء المشهورين (٤) ، فلم يكن له إلا أن يطلبه هو بنفسه حينما بلغ الحادية والعشرين من عُمَره، فكان أول سماعه في سنة (٦٧٥) (٥) ، فلو كان له من يعتني به، ويستجيز له، ويوجهه، لادرك إسنادا عاليا، قال تلميذه


(١) معجم البلدان: ٤ / ٥٣٢، وراجع الاسيتعاب لابن عَبد الْبَرِّ: ٢ / ٤٦١.
(٢) تذكرة الحفاظ: ٤ / ١٤٩٨، ومعجم الشيوخ: ٢ / الورقة: ٩٠.
(٣) انظر كتابنا: الذهبي ومنهجه: ٨١ ٧٨. ووجدنا أخا الذهبي من الرضاعة أبا الحسن بن العطار"٧٢٤ ٦٥٤"يستجيز للذهبي جملة من مشايخ عصره في سنة مولده"الدرر لابن حجر: ٣ / ٤٢٦) . وقد انتفع الذهبي بهذه الاجازة انتفاعا شديدا (وراجع معجم شيوخ الذهبي: م ١ / الورقة: ٨ و١٢ و١٨ و٨٠ و٩٠ م ٢ / الورقة: ٦ و٣١ و٥٩ و٦٠ و٨٧ و٨٨ وغيرها) .
(٤) وصف الذهبي في معجم شيوخه والد المزي بأنه"الشيخ العالم المقرئ زكي الدين عبد الرحمن"، لكن الكتب المعنية بالقراء لم تترجم له! (٥) أعيان العصر: ١٢ / الورقة: ١٢٣، وتذكرة الحفاظ: ٤ / ١٤٩٨، ومعجم الشيوخ: ٢ / الورقة: ٩٠. وذكر الشيخ عبد الصمد شرف الدين في مقدمة تحفة الاشراف أن ذلك كان سنة ٦٧٤ (١ / ٢٢ من المقدمة) ولم نجد لذلك أصلا.