قد بينا فيما سبق أن"التهذيب"أصبح من أعظم الكتب المؤلفة في فنه وأنه فاق جميع المتقدمين المؤلفين في هذا الباب بما تضمنه من سعة في المادة، وتنظيم دقيق في أساليب العرض فضلا عن التدقيق والتمحيص، لذلك تناوله جملة من الحفاظ والعلماء المعنيين بهذا الفن استدراكا أو تعقيبا أو تلخيصا، أو أساسا لكتب أخرى. وعلى العكس من ذلك لم نجد بعد ظهور"التهذيب"من عني بكتاب "الكمال" للحافظ عبد الغني مما يشير إلى أفول نجمه، وانعدام أهميته، وإليك من عني بهذا الكتاب منقذ عصر المؤلف على وجه الاختصار:
رافع السلامي"٧١٨ ٦٦٨":
جمال الدين أبو محمد رافع بن أَبي محمد هجرس بن شافع السلامي.
ولد في أواخر سنة ٦٦٨ أو أوائل سنة ٦٦٩، وعني بالحديث والقراءات، وقرأ ونسخ وسمع (تهذيب الكمال) على مؤلفه وأحضر ولده محمد بن رافع صاحب كتاب (الوفيات) فسمعه معه، وكان محدثا زاهدا مقرئا صالحا أعاد ببعض المدارس، وولي عقود الانكحة، وتوفي في ذي الحجة سنة ٧١٨ (١) .
(١) انظر الدرر لابن حجر: ٢ / ١٩٨، والمقتفي لتاريخ أبي شامة للبرزالي (وفيات سنة ٧١٨) ، وشذرات ابن العماد: ٦ / ٥٢ وغيرها.