وَقَال الذهبي في الديوان: صدوق أفحش ابن حبان القول فيه" (الورقة: ١٨) ، ولذلك أورده في كتابه"من تكلم فيه وهو موثق، الورقة: ٦"، وَقَال أيضا: صدوق بالغ ابن حبان في الحط عليه. والحديث الذي قال فيه ابن حبان: إنه باطل رواه الإمام مسلم في كتاب الجنة (٢٨٥٧) عَن أبي قدامة عُبَيد اللَّه بن سَعِيد، وأبي بكر بن نافع، وعبد بن حميد ثلاثتهم عن عامر العقدي، ورواه أيضا (٢٨٥٧) عن محمد بن عَبد الله بن نمير، عن زيد بن الحباب - كلاهما عن أفلح بن سَعِيد، عن عَبد الله بن رافع. وكذلك أخرج مسلم الحديث الآخر فرواه عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل، عَن أبيه، عَن أبي هُرَيْرة في الباب نفسه. فاين مستند ابن حبان؟ هذا مستند مردود. وقد ذهل ابن الجوزي فأورد الحديث من الوجهين في الموضوعات وهو من أقبح ما وقع له في كتابه. والطريف أن الحافظ ابن حبان ناقض نفسه وذكر الرجال في ثقاته (١ / الورقة: ٣٩) ، فتأمل كلام إمام المجرحين والمعدلين الذهبي فيه وإن كان شديدا. (١) هكذا كناه ابن سعد (٥ / ٦٢) ، والبخاري عن يزيد بن هارون (تاريخه الكبير: ١ / ٢ / ٥٢) ، وابن أَبي حاتم عَن أبيه (١ / ١ / ٣٢٣) ، وَقَال ابن سعد بعد ذلك: وقد سمعت من يذكر ان أفلح يكنى أبا عبد الرحمن. (٢) وأبي اليسر كعب بن عَمْرو بن عباد (انظر المعرفة ليعقوب: ١ / ٣١٩) .