دخلت مَعَ المِصْرِيين عَلَى عُثْمَان فلما ضربون خرجت أشتد حَتَّى ملأت فروجي عدوا حَتَّى دخلت الْمَسْجِد فَإذَا رجل جالس فِي نَحْو عشرة عَلَيْهِ عمامة سوداء، فَقَالَ: ويحك مَا وراءك؟ قُلْت: قَدْ والله فرغ من الرجل! فَقَالَ: تبا لكم آخر الدهر، فنظرت فَإذَا هو علي رضي الله عَنْهُ.
وَقَال عَبد المَلِك بْن الماجشون، عن الملك: لما قتل عُثْمَان ألقي عَلَى المزبلة ثلاثة أَيَّام فلما كَانَ من الليل أتاه اثنا عشر رجلا فيهم حويطب بن عبد العزى وحكيم بن حزام وعبد الله بْن الزُّبَيْر فاحتملوه فلما صاروا بِهِ إِلَى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بَنِي مازن: والله لئن دفنتموه ها هنا لنخبرن النَّاس غدا فاحتملوه، وكَانَ عَلَى بَاب وإن رأسه عَلَى الباب ليقول: طق طق، حَتَّى ساروا بِهِ إِلَى حش كوكب فاحتفروا لَهُ، وكانت عَائِشَة بِنْت عُثْمَان معها مصباح، فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت، فَقَالَ لها ابن الزُّبَيْر: والله لئن لَمْ تسكتي لأضربن الَّذِي فِيهِ عيناك.
فسكتت، فدفن. قال مَالِك: وكَانَ عُثْمَان يمر بحش كوكب فَيَقُول: إنه سيدفن ها هنا رجل صَالِح.
وَقَال هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَن أَبِيهِ: أرادوا أَن يصلوا عَلَى عُثْمَان فمنعوا. فَقَالَ رجل من قريش أَبُو جهم بْن حذيفة: دعوه فَقَدْ صلى الله عليه ورسوله.
واختلف فِي سنه حِينَ قتل، فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: قتل وهو ابْن ثمانين سنة وَقَال غيره: قتل وهُوَ ابْن ثمان وثمانين سنة.
وقِيلَ: ابْن تسعين سنة. وَقَال قَتَادَة: قتل وهُوَ ابْن ست وثمانين.
وَقَال الواقدي: لا خلاف عندنا أَنَّهُ قتل وهو ابْن اثنتين وثمانين سنة، وهُوَ قَوْل أَبِي اليقظان، ودفن بليل فِي موضع يقال لَهُ: حش